شفقنا- منذ إعلان السلطات السودانية عن تصديها لمحاولة إنقلاب فاشلة وتتوالى التعليقات حول مصداقيته، وتناول أبرزالإعلاميين والنشطاء النبأ من زوايا متعددة ومتباينة.
وحسب أنباء وكالة الأنباء الرسمية السودانية، تم القبض على المشاركين في المحاولة ومعظمهم من المنتمين لجماعة الإخوان التي كثفت من تحركاتها خلال الأيام الماضية من أجل تقويض الفترة الانتقالية التي دخل فيها السودان بعد الإطاحة بنظام المؤتمرالوطني –الجناح السياسي للإخوان.
وفي هذا الشأن رأى الكاتب الفلسطيني عبدالباري عطوان في صحيفة الرأي الكويتية أنه انقلاب عسكري مفربك، كما أن هذه الأنباء المزيفة هي نتيجة الفوضى الغيرمسبوقة التي تعيشها السودان، حيث إن المجتمع السوداني يعيش حالة من الاحتقان مرفوعة بالجوع وانعدام الحد الأدنى من الخدمات العامة، وتفشي الجريمة والمخدرات والانفلات الاخلاقي، وحالة التمرد تنتشرفي أكثرمن ولاية في الشرق والغرب والشمال والجنوب، وميناء بورسودان مغلق، وحدود ملتهبة مع معظم دول الجوار، وحرب شبة حتمية مع الجارالأكبرإثيوبيا بسبب عدم التوصل إلى أي حل سلمي لأزمة سد النهضة.
وأضاف عطوان أن السودان يقف أمام خيارين، الأول عودة الثورة الشعبية وبزخم أكبرعن السابقة، أوانقلاب عسكري حقيقي وموسع على غرارانقلاب الجنرال سوارالذهب عام1986، يضع حدا للحالة المزرية التي تعيشها البلاد، ووضعها على طريق الديمقراطية والبرلمان المنتخب.
وفي مقال بعنوان “الانقلاب في السودان فكرة مستحيلة” إستند الدبلوماسي السوداني “جمال محمد إبراهيم” بهذا الانقلاب المشكوك فيه، لنقض أقوال المستشارالسياسي لرئيس وزراء السودان ياسرعرمان، والتي نفى سابقا احتمال وقوع أي انقلاب عسكري خلال الفترة الانتقالية للحكومة الحالية.
مشيرا أيضا أن الصورة في السودان قاتمة وغيرماكان يتوقع لها المجتمع الدولي، وذلك بعد حراك شعبه الذي أنهى عزلته وأعاده بلدا فاعلا في محيطه الأقرب، وفي تعامله مع المجتمع الدولي المتعاطف.
بينما تسائل السياسي “أحمد حسن الشرقاوي” في مقاله بعنوان هل تقف القاهرة وراء الانقلاب الفاشل في الخرطوم؟ عن الأيادي الخفية وراء هذا الانقلاب، مؤكدا أن هناك مؤشرات ترجح ضلوع القاهرة في المحاولة الانقلابية الفاشلة في محاولة لإطاحة حكم العسكري في السودان وتمديد الفترة الانتقالية للمرة الثانية، والحيلولة دون إجراء انتخابات حرة ونزيهة يتم من خلالها تسليم السلطة المدنيين.
وعلى تويترأيضا تصدراسم السودان ضمن الأكثرتداولا وغرد أبرزرواده عن رأيهم في هذا الشأن. أبرزهم المفكرالسوداني “تاج السرعثمان” والتي كتب في صفحته الرسمية على تويترأن الحديث عن محاولة انقلاب فاشلة في السودان والسيطرة عليها بهذه السرعة يثيرالتساؤلات عن مصداقية الحدث وماإذا كان محاولة لإسكات الشارع عن الأوضاع المتدهورة أزربما يكون ذريعة لتصفية المؤسسة العسكرية على حساب آخر.
كما قال محمود رفعت “الأكاديمي والخبيربالقانون الدولي” أنها تبدومسرحية كاذبة لإلهاء الشارع عن الأوضاع المعيشية المتدهورة، وتابع بلهجة ساخرة، لو اتقنت الجيوش العربية استخدام السلاح بقدراتقانها التمثيل والكذب على شعوبها لسبق اليابان وأمريكا.
فيما كتب المحلل السياسي “عبدالمجيد الجلال” أن المشهد في السودان معقد جدا، حكومة عاجزة وأوضاع اقتصادية مزرية وأما انقلاب السودان فمشكوك فيه، وربما هوترتيب من العسكرللإيحاء باضطراب الوضع السياسي في البلاد للسيطرة على الحكم وحدهم دون شركائهم المدنيين.
وعلق الباحث اليمني “محمد مصطفى العمراني”، أنه ومنذ الإطاحة بنظام البشيرفي السودان أنتج العسكر7محاولات انقلابية فاشلة للتغطية على فشلهم وعجزهم عن تحقيق أي انجاز للمواطن والوفاء بأي وعود قطعوها. متنبأ بزيادة الأوضاع سوءا وأن السودان الآن دولة فاشلة ومنهارة في كل المجالات.
وخاض سودان منذ استقلاله عن بريطانيا عام1956 أربعة انقلابات عسكرية، فضلا عن العديد من المحاولات التي باءت بالفشل.
وكان الانقلاب الأبرزهوذلك الذي نفذه الإخوان بقيادة عمرالبشيرفي يونيو1989والذي أطاحت به ثورة شعبية في أبريل 2019.
النهاية