خاص شفقنا-في 13 أغسطس من العام الماضي توجه وزيرا خارجية البحرين والإمارات إلى البيت الأبيض لأداء دور البطولة في فلم نتنياهو وترامب الانتخابي من خلال التوقيع على معاهدات عرفت بالسلام الإبراهيمي، لكن اليوم ترك كل من بي بي وترامب الساحة بعد الهزيمة أمام منافسيهما في الإنتخابات، مع هذا وفر تراث اليمين فرصة لحكومة بينيت حتى يرسخ مكانة تل أبيب في الخليج. توجه يائير لبيد، زعيم حزب “يش عتيد” ووزير خارجية الكيان الصهيوني، إلى مملكة البحرين، وذلك بعد زيارة الإمارات وافتتاح سفارتها وقنصليتها هناك. في وقت سابق من عام 1994، سافر وزير البيئة الإسرائيلي يوسي سيريد آنذاك إلى البحرين للمشاركة في محادثات إقليمية والتقى بوزير الخارجية البحريني. فيما يلي سنلقي نظرة على الأبعاد المختلفة لأول زيارة رسمية لوزير الخارجية الإسرائيلي إلى البحرين.
قبل أيام سافر وزير الخارجية الإسرائيلي إلى المنامة والتقى بالملك حمد بن عيسى وولي العهد وتم التوقيع على خمس معاهدات في مختلف المجالات، إضافة إلى الاتفاق حول اطلاق طيران الخليج البحرينية رحلتين تجاريتين أسبوعيا إلى إسرائيل، كما قام بافتتاح سفارة الكيان الصهيوني في البحرين، وأعلن بعد الافتتاح وباللغة العبرية بان إسرائيل اليوم قامت بخطوة كبيرة وتاريخية في الخليج، كما حضر القائم بأعمال السفارة الأمريكية في هذه المراسم، وقد وصف افتتاح سفارة الكيان الصهيوني في البحرين بأنها مفخرة كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي ردة فعل على هذا العمل كتب زعيم الثورة البحرينية الشيخ عيسى القاسم في تويتر: التطبيع الخياني الخسيس مع العدو الصهيوني واحد من حروب السياسة الحكومية في البحرين على الشعب، مع الإخافة، والإفقار، والسجن، والتهجير، والإذلال، والتهميش، وسلب الحقوق. كان الله في عون هذا الشعب، وأضاف البحرين تصر على هويتها أمام سياسة حكومتها، والمقاومة ستطول، والمعركة معركة هوية مصيرية. كما أعربت التيارات المناصرة للمقاومة في البحرين وفي الفضاء المجازي عن غضبها لزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إلى البحرين، كما اعتبرت حركة حماس بان هذا العمل هو جريمة بحق الأمة الإسلامية.
يرى الكثير من المحللين بان السبب الرئيس الكامن وراء تقارب البحرين مع الكيان الصهيوني هو مواجهة جمهورية إيران الإسلامية، إذ ترى المنامة بان طهران تمثل تهديدا مشتركا للبحرين وإسرائيل، ان مثل هذه النظرة جعلت البحرين تقوم بفتح المجال لدخول القوات الأمنية وعناصر الموساد إلى مياه الخليج، خوفا من الثوار في الداخل ونفوذ إيران. ومن الأحداث الرمزية لهذه الزيارة هي التقاط لابيد ونظيره البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني صورة على البارجة الأمريكية (يو. إس. إس. بيرل هاربور)، ولقائهما بكوبر وهو مسئول رفيع المستوى في البحرية الأمريكية، وهذا ما يشير إلى تحالف عربي عبري بدعم من أمريكا لاستهداف امن إيران ومصالحها، وكما أفادت صحفية هاآرتس فان من الملفات التي تمت دراستها في هذه الزيارة هي قضية تهديد الطائرات بدون طيار، وقد اعتبر مسئول صهيوني بان هذا العمل يعد عملا مهما واستراتيجيا، وقال ان إيران تقوم بتطوير الإمكانيات الحربية للطائرات من دون طيار وهذه القضية تشكل مصدر قلق الجميع.
من دون شك ان ترحيب حكومة البحرين بوزير خارجية الكيان الصهيوني يعد خيانة للعالم الإسلامي والقضية الفلسطينية، كما تم التوقيع على معاهدات كثيرة في مجالات إستراتيجية مثل الزراعة والمياه والطب والأمن والقضايا الدفاعية، مع تل أبيب، لكن خلافا لما يتصوره حكام البحرين فان تواجد الصهاينة في هذا البلد سيؤدي إلى إثارة الحساسيات الأمنية لطهران، وقرب نهاية حكم آل خليفة في المنامة.
موقع راهبرد معاصر
النهاية