خاص شفقنا-يواجه الشيعة بعد صعود طالبان في أفغانستان، وفضلا عن المشاكل الاقتصادية والأمنية، التهجير القسري والإقصاء المنظم على يد هيكلة الحكومة والسلطة، وفضلا عن هذا فان حكام أفغانستان لم يعترفوا بهوية الشيعة الدينية.
ويرى الكاتب والباحث والأستاذ الجامعي الأفغاني احمد علي نيازي في حوار مع شفقنا قسم أفغانستان بان جل مشاكل الشعب الأفغاني تتجلى في غياب فرصة العمل وانتشار الفقر والمشاكل المالية. إضافة إلى هذا فانه يعاني من المشاكل الأمنية، التي تهدد المراكز المذهبية والاجتماعية للشيعة، والدليل على قولنا هذا هو الهجمات التي استهدفت الشيعة في قندهار وقندوز. لكن بشكل عام يمكن القول بان هناك حالة من اليأس تسود أفغانستان، فان الشعب يشعر بالقلق تجاه مستقبله في كل المجالات أي الدراسة والعلم والعمل والحياة بشكل عام، هذا وان الشيعة يشعرون بالقلق أكثر من غيرهم، والسبب يعود إلى شعورهم بأنهم يتعرضون للضغط وكذلك للأذى والهجمات.
وفي معرض رده على سؤال حول غياب الأقليات القومية والمذهبية عن حكومة طالبان، يصرح نيازي بان هناك مختلف الأسباب تكمن وراء عدم تشكيل حكومة شاملة، وان السبب الرئيس هو مقاربة طالبان الخاصة للسلطة، ولما كانوا ينطلقون من أسس أيديولوجية فأنهم يقدمون تعريفا خاصا للشرعية، ولا يعترفون بشرعية سوى تلك التي تضرب بجذورها في الفقه الحنفي.
ولفت الباحث الأفغاني إلى ان عدم إشراك الشعب في السلطة لا يختص بالشيعة، فأنهم لم يشركوا حتى التيارات القريبة منهم فكريا مثل الحزب الإسلامي والجمعية الإسلامية في السلطة، فكل التيارات في أفغانستان تواجه التجاهل على يد طالبان.
ويشير الأستاذ الجامعي بان تهجير الشيعة القسري يحمل دوافع سياسية بالقول ان الشيعة في المناطق التي يشكلون الأقلية أو الذين يعيشون في الشريط الحدودي يتعرضون أحيانا للمضايقات على يد بعض الأشخاص أو قوات الإمارة وطالبان، وفي بعض الحالات لوحظ تهجير الناس قسرا، دون أن يتم إجراء تحقيق قانوني سليم وموثق في الأمر. لقد أُجبر الشيعة في هذه المناطق على ترك منازلهم وأماكنهم فقط بمرسوم صادر عن قائد عسكري ليس له سلطة إطلاقا، دون تحقيق واقعي ودقيق في القضية، والتي أعتقد بالطبع أنها سياسية ويريدون ممارسة مثل هذا الضغط، للإتيان بالقوات الموالية للإمارة هناك.
وأشار إلى موضوع الاعتراف بالشيعة في أفغانستان، قائلا: هناك قضية أخرى وهي مستقبل الشيعة، إذ كان الشيعة قد شاركوا في الجهاد ضد الروس وقاتلوا إلى جانب الآخرين. وفي وقت لاحق في العصر الحديث، وبسبب الانتشار الواسع للشيعة في السلطة تم اعتبار الشيعة مذهبا رسميا، لكن في يومنا هذا يبدو أن طالبان يعاملون كل الناس وفق الفقه الحنفي. حتى في مسألة الزكاة التي تختلف في المذهب الشيعي عما يعملون به، لكنهم لا يولون اهتماما بهذا الأمر.
وتحدث عن تداعيات عدم إشراك القوميات والديانات الأخرى في الحكومة الحالية واصفا إياها بالخطيرة، وقال: في هذه الحالة، ستزداد الفجوة بين الشعب والنظام وسيشعر الناس بعدم الرضا الشديد. هذا أمر خطير على استقرار أفغانستان في المستقبل. عندما يشعر الناس بالإهمال من الحكومة، فأن علاقتهم بالحكومة تزداد سوءا وستهتز أسس الحكومة.
النهاية