شفقنا-خاص- زار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي يوم امس طهران ، والتقى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد اسلامي، وكذلك بوزير الخارجية الايراني حسين اميرعبد اللهيان، ووصف غروسي محادثاته معهما، بانها كانت مكثفة للغاية، وانه يتطلع إلى مواصلة العمل وتعزيز العلاقات بهدف الحصول على فرص مشتركة.
رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد اسلامي، نقل عن غروسي قوله، انه لم ير أي انحراف في برنامج إيران النووي وأن إيران تمارس أنشطتها النووية وفقا للقواعد والمعاهدات الدولية.
وزير الخارجية الايراني أميرعبداللهيان، اكد خلال لقائه بغروسي على الإرادة الجادة لايران للتواصل البناء مع الوكالة في إطار اتفاقية الضمانات، واعرب عن أمله في أن تتمخض زيارة غروسي عن تعزيز الثقة والتعاون المتبادلين بشكل أكبر.
من جانبه اعتبر غروسي زيارته الى ايران، بأنها علامة على الرغبة في الحديث والفهم المتقابل من أجل حلحلة القضايا وتعزيز التعاون، معلنا استعداد الوكالة لحل القضايا المتبقية، خلال الأشهر المقبلة وذلك بالتعاون الوثيق مع ايران.
وسائل الاعلام الايرانية تحدثت بإيجابية عن زيارة غروسي، التي تأتي قبل أيام من استئناف المحادثات بين ايران والقوى العالمية من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وقبل يوم واحد من اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي من المقرر ان يعقد اليوم الاربعاء 24 تشرين الثاني / نوفمبر.
المعروف ان ايران وامريكا، من المقرر ان تستأنفا المفاوضات غير المباشرة، المتوقفة منذ يونيو حزيران، في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا لإيجاد سبل لإحياء الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل ثلاث سنوات ثم أعاد فرض عقوبات قاسية على إيران.
وردت طهران بتقليص التزامتها في الاتفاق النووي، بما في ذلك إعادة بناء مخزونات اليورانيوم المخصب وتكريره إلى درجة نقاء أعلى وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع الإنتاج.
الأجواء الإيجابية التي رافقت زيارة غروسي لإيران، كانت تقابلها اجواء سلبية جدا في اسرائيل، فقد صرح وزير المالية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن إيران قد تمتلك سلاحا نوويا خلال 5 سنوات، مضيفا أن تلك الخطوة لن تتأثر بالمحادثات الجارية حاليا بين إيران والقوى العالمية الكبرى بشأن اتفاق جديد للحد من قدراتها النووية على حد تعبيره.
بدوره أعرب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نفتالي بينيت عن استعداده لتصعيد المواجهة مع إيران، وقال إن تل ابيب لن تكون ملزمة بأي اتفاق نووي جديد بين طهران والدول الكبرى. وأضاف بينيت أن اسرائيل تواجه أوقاتا عصيبة، مشيرا الى احتمال أن تكون هناك خلافات مع أفضل الأصدقاء، في اشارة الى امريكا.
بعيدا عن التصريحات الهستيرية لزعماء اسرائيل عن الاتفاق النووي، فإن هناك مؤشرات قوية أخذت تتكثف وتؤكد على وجود رغبة لدى امريكا وايران، لإستغلال الفرصة التي ستوفرها مفاوضات فيينا، من اجل التوصل الى صيغة، قد تبعث الحياة في الاتفاق النووي، الذي بات يلفظ انفاسه الاخيرة، فالجميع أيقن ان لا بديل للاتفاق النووي، الذي وضع الازمة برمتها على طريق الحل، لولا نزق ورعونة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، الذي مزق الاتفاق النووي، دون ان يفكر ببديل عنه، مدفوعا بتحريض اسرائيلي واضح، وبكراهية مرضية لتراث سلفه باراك اوباما، فالسنوات الثلاث الماضية التي اعقبت انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، ان الكارثة هي البديل الوحيد الاتفاق النووي.
*فيروز بغدادي
انتهى