(منيب السائح)
شفقنا- أظهر استطلاع حديث أجرته شبكة “إن بي سي” الامريكية الشهر الجاري، وصول شعبية الرئيس الامريكي جو بايدن إلى مستوى منخفض جديد، بسبب هفواته الصارخة، حيث انخفضت نسبة التأييد الإجمالية لبايدن إلى 40%، ولم يوافق 55% من المستطلعين على أدائه كرئيس.
من هفوات بايدن، التي تحولت الى ذريعة لدى الجمهوريين للتشكيك بالقدرات الذهنية لبايدن، انه وبعد انتهائه من خطاب ألقاه في جامعة ولاية كارولينا الشمالية حول إصلاح البنية التحتية، أدار ظهره على المسرح ومد يده للمصافحة، على الرغم من عدم وجود أحد بالقرب منه.
بعد اسبوع من هذه الهفوة، كرر بايدن ذات الهفوة بعد ان أنهى جولته في ولاية واشنطن، بخطاب حول الإصلاحات المقترحة، وعندما قال وداعا للجمهور، استدار ويده ممدودة للمصافحة رغم عدم وجود أي أحد في الخلف، بعد ذلك قام بمد يده مرة أخرى إلى الفراغ.
أوائل الشهر الجاري، بدا بايدن مرتبكا خلال فعالية شهدت زيارة الرئيس السابق باراك أوباما للبيت الأبيض للمرة الأولى منذ مغادرته منصبه، وأظهرت لقطات بايدن يتجول وهو مرتبك ولا يبالي به أحد، في حين كان أوباما مشغولا بمصافحة المعجبين وزملائه السياسيين في الغرفة الشرقية من البيت الأبيض.
تحولت هفوات بايدن، الذي يبلغ من العمر حاليا 79 عاما، الى مادة للتندر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي حملة تندر يقف وراءها اليمين الامريكي والحزب الجمهوري، حيث باتت عبارة ” الرئيس التائه”، يتم تداولها بشكل واسع كوصف لبايدن.
هفوات بايدن دفعت ببعض الجمهوريين إلى الإشارة إلى ضرورة اللجوء إلى التعديل الدستوري الـ 25 لإقالة بايدن من منصبه، حيث يمنح التعديل الذي يحدد الخلافة الرئاسية، نائب الرئيس ومجلس الوزراء، سلطة عزل القائد العام (الرئيس) من منصبه من خلال تصويت الأغلبية في حال تقرر أنه لم يعد صالحا لممارسة مهامه.
اللافت ان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، الطامح بالعودة الى البيت الابيض، دخل على الخط، عندما أخذ يسخر من بايدن، في كلمة له أمام مجموعة من اتباعه بولاية أوهايو حيث قال: “لدينا رئيس الوقت الحالي، للأسف، ليس لديه أي فكرة على الإطلاق عما يحدث بحق الجحيم. يصافح الهواء، إنه يتجول في حيرة إلى حد ما.. وتلقي الأوامر من أرنب في عيد الفصح”.
سخرية ترامب من بايدن، اعادة للاذهان، ليس هفوت بل جنون ترامب، الذي حصل على لقب اكبر رئيس كذاب مرّ على امريكا، بشهادة الامريكيين انفسهم، فقد اكد بعض الذين أحصوا أكاذيب ترامب، انها بلغت أكثر من عشرين الف كذبة خلال سنوات حكمه، وهو ما دفع الكاتب ستيفن والت، في مجلة فورين بوليسي الأميركية، لوصف ترامب، ب”الكاذب الأعلى” (بدلا من القائد الأعلى).
من الصعب تصور ان الديمقراطية الامريكية، باتت عقيمة ولا يمكنها ان تأتي برئيس، يكسب ثقة حلفاء واصدقاء وشركاء امريكا، فهي ومنذ اكثر من 6 سنوات، وضعت الشعب الامريكي بين خيارين، إما “رئيس كذاب” و إما “رئيس تائه”، واللافت ان هذين الرئيسين يتم تسليط الضوء عليهما بوصفهما خياران وحيدان ايضا، امام الشعب الامريكي في العام 2024 ، رغم “التائه” سيتجاوز الثمانين حينها، واما “الكذاب” فانه سيكون على اعتاب الثمانين.
– هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع
انتهى