شفقنا-يمكن وصف زيارة بايدن إلى المنطقة بأنها الزيارة الأكثر فشلا لأعلى مسئول في البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط منذ عقدين على الأقل. إنه الذي جاء إلى المنطقة بعد عام من بداية رئاسته بعد العديد من المنعرجات، لم يلق ترحيبا حارا من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة فحسب، بل يمكن القول بوضوح أنه غادر المنطقة خالي الوفاض.
إسرائيل
كانت إسرائيل وجهة بايدن الأولى في هذه الزيارة. رحب قادة إسرائيل ببايدن في مطار تل أبيب بينما وفي بروتوكول غير معتاد، كانت تنتظره أنظمة الصواريخ في مطار بن غوريون قبل المسئولين الإسرائيليين، وهي خطوة شعبوية وديماغوجية من الإسرائيليين التي كانت تحمل طابعا دعائيا أكثر منها واقعيا.
كانت الخلافات الرئيسية بين الجانبين تدور حول إيران. وبينما كان المسئولون الإسرائيليون يتحدثون باستمرار عن إيران في مطار بن غوريون، لم يقل بايدن كلمة واحدة عن إيران، بحسب قناة الميادين. وفي المحادثات الثنائية، قال بايدن بصراحة إنه يبحث عن الدبلوماسية لحل القضية الإيرانية ولا يزال يعتقد أنه يمكنه استخدام الدبلوماسية للسيطرة على ما أسماه قدرة إيران في صنع الأسلحة النووية. وخلافا لتوقعات الإسرائيليين، لم يذكر “الخطة ب “ حتى لمرة واحدة، وبينما أصر الجانب الإسرائيلي على الخيار العسكري ضد إيران، لكنه رفض الحديث عنه. قال بايدن إنه كان من الخطأ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، التي كان الإسرائيليون أنفسهم هم المحرضون الرئيسيون عليها في عهد ترامب.
قبل زيارة بايدن، حاولت وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية جاهدة القول بأن هذه الزيارة تهدف إلى إنشاء اتفاقية دفاع جوي مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية وإسرائيل ضد إيران، ولكن بعدها رفض القادة العرب هذه التصريحات، وصرحوا بأنهم يريدون بناء أفضل العلاقات مع طهران.
قمة جدة
رأى الجميع كم كان الترحيب ببايدن باردا في السعودية. وبينما كان ولي عهد المملكة محمد بن سلمان يستقبل ضيوف الدول الأخرى في مطار جدة، رحب أمير مكة برئيس الولايات المتحدة. كما التقى به ببرودة في القصر الملكي. وفي افتتاح القمة، صرح ولي العهد بوضوح أنه لا ينبغي أن تتوقع فرض حظر على المصادر الرئيسية لإمدادات الطاقة ولن يرتفع التضخم العالمي. بينما قالت دول أخرى بوضوح في خطاباتها إن وجودها في هذا الاجتماع لا يعني معارضة دول أخرى.
كانت تهدف قمة جدة مناقشة قضية زيادة صادرات الطاقة إلى الأسواق العالمية بهدف تعويض الطاقة الروسية التي فرضت عليها العقوبات. كما كان الأمن الغذائي أحد موضوعاتها الرئيسية. وفي مناقشة الطاقة، تم التأكيد على أن مجموعة أوبك بلاس، التي تعني أوبك وروسيا، لن تنهار، وستواصل الدول المنتجة للنفط التشاور مع روسيا بشأن إمدادات الطاقة العالمية.
ملخص القول غادر الرئيس الأمريكي الشرق الأوسط خالي الوفاض. لم يحصل على جواب للضجة الإعلامية حول تشكيل تحالف دفاع جوي، ولم يشكل تحالفا ضد إيران. لم يستطع إقناع الدول المنتجة للنفط بزيادة إنتاجها من النفط حتى تنخفض معدلات الطاقة العالمية. مشكلة أثرت على أمريكا نفسها أكثر من أي بلد آخر وزاد التضخم في هذا البلد بشكل كبير، ونتيجة لذلك تسبب في استياء شعبي.
يبدو أن الرئيس الأمريكي، الذي صاحبت زيارته للسعودية الضجة الإعلامية الكبيرة بشأن اغتيال خاشقجي، شاهد بأم أعينه الجانب الآخر من تعامل دول المنطقة معه. عقدت قمة جدة بجهود جيك سوليفان بينما كان بايدن مترددا حتى اللحظة الأخيرة بشأن الذهاب إلى السعودية. ما شاهده بايدن بوضوح هو رغبة دول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل والدول العربية، في أن يتولى الجمهوريين رئاسة البيت الأبيض. يمكن القول إن رسالة دول المنطقة إلى بايدن هي “سيادة رئيس جمهورية أمريكا الديمقراطي، لا مرحبا بك ولا أهلا في منطقتنا، سننتظر تولي صديقنا الجمهوري مقاليد أمور البيت الأبيض”.
المصدر: موقع ديبلماسي إيراني
————————
المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–
النهاية