شفقنا – ورث النحال اليمني محمد سيف المهنة عن أبيه وجده من قبله، ولكن صناعة العسل التي طالما كانت مصدرا لفخر اليمن، أصبحت مهمة شاقة في بلد تمزقه حرب طاحنة منذ سنوات.
وأسفل وادي الضباب في تعز في جنوب غرب البلد الفقير، يضج طنين النحل بينما يقف سيف عند الخلايا المستطيلة وهو يرتدي خوذة واقية ويفتح بيديه العاريتين إحداها ليخرج النحل منها.
وبالإضافة إلى النزاع المستمر منذ أكثر من سبع سنوات، يواجه النحالون تحديا إضافيا يتمثل في التغير المناخي واحتباس الأمطار.
وقبل الحرب، كان سيف يملك 300 خلية نحل ولكن عددها لم يعد يتخطى حالياً 80 خلية.
ويحكي النحال بأسى كيف اضطر للفرار عندما وصل القتال إلى قريته ليجد خلايا النحل خاصته مفقودة أو مسروقة.
ويقول “الحرب أثرت علينا بشكل كبير للغاية. ومخلفات الحرب أثرت على النحالين، وهناك تغير في البيئة”، موضحا “ضرب المتحاربون الكثير من المناطق التي يوجد فيها النحل. العام الماضي في هذه القرية فقد أحدهم نحله بسبب القذائف”.
وتواجه صناعة العسل في اليمن صعوبات كثيرة يتعلق بعضها بالتصدير، وكذلك بالقصف الجوي جراء الحرب المستمرة منذ 2014، ما يشكل حاجزا أمام القطاع الذي شكل في السابق مصدر فخر لليمن.
وتقول الأمم المتحدة إنّ هناك “حوالي 100 ألف أسرة يمنية تعمل في تربية النحل وتعتمد عليها بوصفها المصدر الوحيد للدخل”.
وفي العادة، يتنقّل مربو النحل بحسب مواسم الإنتاج من منطقة إلى أخرى في اليمن، بحثا عن النباتات المزهرة، ولكن الحرب غيرت ذلك.
وبالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بالحرب، فإن الجفاف وانخفاض معدلات المتساقطات يشكل تهديدا إضافيا لصناعة العسل في اليمن، حيث أدى انخفاض معدل سقوط الأمطار إلى التأثير على الغطاء النباتي وقلت تغذية النحل.
وبحسب سيف فإنه وغيره من النحالين يعملون في مهنة “مهددة بالانقراض”.
مصدر : (أ ف ب)
النهایة