(نجم الدين نجيب)
شفقنا- يرى بعض المراقبين ان زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، والتي جاءت في اطار جولة آسيوية تشمل كوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا واليابان، هي زيارة استفزازية من اجل استدراج الصين للوقوع في فخ، اشبه بالفخ الذي أوقعت فيه امريكا روسيا في اوكرانيا.
هؤلاء المراقبون يعتقدون ان الهدف من استدراج الصين للحرب هو ضرب الاقتصاد الصيني، الذي سيتجاوز الاقتصاد الامريكي، ويتربع على عرش الاقتصاد عالمي، وهو ما لا تقبل امريكا ان يحصل، حتى لو كان على حساب حياة مئات الالاف من البشر.
في المقابل هناك من يرى ان الصين لن تجازف بالتضحية بنموذجها الاقتصادي، الذي جعل من الصين ثاني اقتصاد في العالم، وأمل ان يكون الاول في المستقبل المنظور، لذلك ستحاول الصين الا تقع في الفخ الامريكي تايوان، كما وقعت روسيا في فخ اوكرنيا.
وفقا للراي الثاني، ان امريكا تعترف بسلطة الصين على تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، وهذا الاعتراف يجعل من إعادة تايوان للصين مسألة وقت ليس اكثر، وان بكين ترى ان عودة تايوان الى سيادتها بشكل كامل، يمكن ان تتحقق في المستقبل ولا حاجة لاثارة حرب قد تهدد اقتصادها واستقررها.
هناك رأي ثالث يقول به قلة قليلة من المراقبين إلا انه مثير للاهتمام، وهذا الراي يقول ان الصين هي التي استدرجت امريكا للوقوع في فخ تايوان، للانتهاء من قضية تايوان والى الابد، وذلك من خلال شن هجوم عسكري كاسح على جزيرة تايوان، ويشجعها على ذلك انشغال الغرب بحرب اوكرانيا، وعدم قدرة امريكا خوض حرب في هذه الظروف، حيث تعاني من ازمات اقتصادية وسياسية واجتماعية.
يستند اصحاب هذا الرأي الى رد الصين على زيارة بيلوسي، حيث أعلن الجيش الصيني أنه سيقوم بتدريبات بحرية وجوية بالذخيرة الحية بالقرب من تايوان. وفي هذا الإطار أشارت وزارة الدفاع التايوانية الى أن المناورات الصينية تصل إلى حد الحصار البحري والجوي للجزيرة. كما أعلنت الصين وقف صادراتها من الرمال وبعض الأسماك والفاكهة إلى تايوان، وفرضت عقوبات على شركات تايوانية. وكل هذا المؤشرات، تؤكد على ان الصين لن تقف مكتوفة الايدي.
هذه كانت بعض ابرز الاراء التي طرحت قبل وخلال وبعد زيارة بيلوسي الى تايوان، ولا يبدو اننا سننتظر طويلا حتى نرى اي هذه الاراء هي الاقرب الى الحقيقة، فالتطورات متسارعة، الا اننا في جميع الاحوال لا نعتقد ان الصين ستبتلع زيارة بيلوسي الى تايوان، وانها سترد، ولاشك في ان هذا الرد، قد يكون عسكريا أو سياسيا او اقتصاديا، ولكن في جميع الاحوال، سيغير هذا الرد، من طبيعة العلاقة التي تربط الصين بتايوان حاليا.
- المقال لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع
انتهى