شفقنا- قال الخبير السياسي السوري الدكتور احمد الدرزي ان مجموعة من الاسباب بما فيها حجم المتغيرات الاقليمية والدولية الكبرى والتطورات في اليمن الى جانب الاتفاق الايراني – السعودي دفعت الرياض الى إعادة النظر في توجهاتها السياسية.
وفي حوار خاص مع شفقنا العربي، قال الدكتور الدرزي، بالأساس تأسست الجامعة العربية عام 1945، بعد دعوة وزير الخارجية البريطاني أنطوني آيدن، عام 1941، كخطوة استباقية، للمحافظة على تواجدها ونفوذها في المنطقة العربية، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، من خلال منظمة لا تمتلك بنية قانونية مٌلزمة، تتيح إنتاج موقف عربي حقيقي، يخدم مصالح شعوبها، وكانت في أغلب الأوقات وسيلة لتنفيذ السياسات الأمريكية، التي ربحت الحرب العالمية الثانية، وورثت بريطانيا في نفوذها وتواجدها.
ثلاثة أسباب أساسية حققت العودة السورية إلى الجامعة العربية
وفيما يتعلق بعودة سوريا الى الجامعة العربية قال ان هناك ثلاثة أسباب أساسية لذلك فالأول ناجم عن حجم المتغيرات الكبرى، بعد الحرب في سوريا، ثم الحرب في أوكرانيا، وهي متغيرات دفعت ببروز الدور الصيني والروسي والإيراني، كحلف حقيقي غير معلن، في مواجهة الحلف الغربي، الذي تقوده الولايات المتحدة، وقد أثبت جدارته بالمواجهة العسكرية والاقتصادية، مما دفع بالسعودية والإمارات، لإعادة تصويب توجهاتهم السياسية، بالعمل على الانزياح نحو الشرق، والرهان على الدور الصيني القادم، وأولى منجزاته بالمصالحة السعودية الإيرانية.
السبب الثاني هو الوصول إلى الجدار المسدود، بعد أن بقيت سوريا المنهكة، رغم كل الأموال والأسلحة التي قُدمت للمجموعات المسلحة، مما وضع الجميع بالمأزق، الذي يتطلب الوصول إلى توافق إقليمي مدعوما بغطاء صيني روسي، لإحداث الاستقرار في منطقة غرب آسيا.
اما السبب الثالث هو العامل اليمني، خاصةً بعد فشل الحرب على اليمن، وسقوط الرهان على التطبيع مع الكيان الصهيوني، في إحداث انقلاب جيوسياسي في كل المنطقة.
هذه الأسباب الأساسية دفعت بالسعودية لإعادة النظر بتوجهاتها السياسية، والعمل على خروج كامل المنطقة، من وضع عدم الاستقرار، والذهاب نحو منطق جديد خالٍ من الصراعات الخشنة.
أما مسألة استعادة البوصلة نحو سوريا، فإنها لا تصف الحال الحقيقي للجامعة العربية، بقدر ما تعبر عن توجهات جديدة، لقوى فاعلة فيها، وخاصةً المملكة العربية السعودية، وبما ينسجم مع الموقف الجزائري والعُماني.
الرؤية السعودية المستقبلية
وحول ضغوط السعودية على الدول المعترضة على عودة سوريا الى جامعة الدول العربية اوضح الخبير السياسي السوري، للسعودية رؤية مختلفة لمستقبل دورها الإقليمي، وهي تعتمد بشكل أساسي على مشروع السعودية 2030، الذي يتطلب تحقيق الاستقرار في محيطها الإقليمي، وذلك لا يمكن أن يتحقق ببقاء سورية كمنطقة عدم استقرار، وهي أصبحت عبئاً على الجميع باستمرارها على هذه الحال.
وهي تنظر لنفسها كقاطرة للعرب، من خلال الجامعة العربية، ولا تريد أن تفتح جسور العلاقة مع سوريا بشكل منفرد، وهي تحتاج للقيام بهذا العمل إلى إطار الجامعة العربية، لتُظهر حرصها على القيادة من خلال العمل الجماعي، وهذا ما دفعها لمزيد من الضغوط على الدول التي عارضت عودة سوريا للجامعة العربية، وهي بالفعل أثبتت مدى قدرتها على القيام بذلك، لتؤكد بأنها لاعب إقليمي أساسي، مع إيران وتركيا، ولها دور مهم في استقرار المنطقة لصالح الجميع.
الحوار من: ليلى.م.ف
- ماجاء في الحوار لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع
انتهى