شفقنا- في الوقت الذي شددت السلطات المصرية إجراءاتها الأمنية على تشييع جثمان الجندي المصري محمد صلاح، مُنفذ عملية إطلاق النار على الحدود المصرية مع إسرائيل، ولم تسمح إلا لعدد محدود فقط من أسرته بالمشاركة في جنازته، أقامت القوى الفلسطينية في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، الإثنين 5 يونيو/حزيران 2023، بيت عزاء، تكريماً لمحمد صلاح.
محمد صلاح، الجندي ذو الـ22 عاماً، زيَّنت صورته بيت العزاء في المخيم، ووصفه الفلسطينيون بـ”الشهيد البطل” محمد صلاح، إلى جانب عَلمي فلسطين ومصر، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام فلسطينية محلية.
رسالة لعائلة محمد صلاح
وسط الصمت الرسمي المصري، وغياب التفاعل الشعبي على الأرض، وجّه عبد الرحمن أبو الرب، المتحدث باسم القوى الوطنية والإسلامية في مخيم جنين، رسالةً إلى أهل الجندي المصري، “وبارك لهم باستشهاد ابنهم”.
وقال “نوجه رسالتنا من جنين إلى أهله، ونبارك لهم هذا العرس وهذه الشهادة، فقد اختاره الله عز وجل ليكون شهيداً، وعلينا إيصال رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية بأننا جميعاً على هذا الطريق، ونحن متوحدون أمام العدو الصهيوني”.
وكان موقع “مدى مصر” قد ذكر أن قوة أمنية اصطحبت شقيق صلاح وعمه من منزل العائلة يوم الحادث، ولم يظهرا حتى السابعة من صباح الإثنين، حين اتصلا بالأسرة وأبلغاها بأنهما في الطريق لدفن جثمان صلاح بمقابر العائلة في قرية العمار بمحافظة القليوبية.
معلومات عن عائلة محمد صلاح
أضح موقع “مدى مصر” أن والد محمد صلاح ميت و”عمه زي (مثل) أبوه، وهما قاعدين كلهم في بيت عيلة”. وأضاف الموقع المصري نقلاً عن مصادر لم يسمها، أن ضيق الوقت منع معظم أفراد العائلة من حضور الدفن، بما في ذلك والدة صلاح التي تقيم في القاهرة.
وأشار إلى أن عم صلاح وشقيقه عادا لمنزل العائلة في القاهرة بعد ساعات قليلة من انتهاء مراسم الدفن.
كذلك قال الموقع المصري إن صلاح عمره 23 عاماً، ولم يُكمل تعليمه بعد المرحلة الإعدادية، وبدأ عام 2022 خدمته كفرد أمن مركزي لمدة ثلاث سنوات، قرب الحدود بشمال سيناء.
تحقيقات إسرائيلية مصرية
وفي وقت سابق الأحد، أفاد تحقيق للجيش الإسرائيلي بأن الشرطي المصري، الذي قتل 3 من جنوده السبت وأصاب ضابطاً، دخل من “معبر خاص”، وكان يحمل بندقية كلاشينكوف قديمة وسكاكين ومصحفاً.
نتائج التحقيق التي نشرتها الأحد وسائل إعلام عبرية بينها القناة “12”، وصحيفة “يديعوت أحرونوت”، خلصت إلى أن “الجندي المصري لم يتسلل عبر فجوة في السياج الحدودي، ولم يتسلقه، بل دخل من معبر طوارئ مخصص لمرور القوات إلى الجانب المصري من الحدود عند الحاجة”.
وأضاف أن الجندي غادر معسكره ليلاً وسار نحو خمسة كيلومترات مسلحاً ببندقية كلاشينكوف قديمة وصولاً إلى المعبر، وكان بحوزته 6 مخازن ذخيرة وسكاكين كوماندوز ومصحف، وقطع الأصفاد الموضوعة على المعبر بسكين.
التحقيق ذكر أيضاً أن “الجندي المصري خطَّط لكل خطوة مسبقاً، وكان يعرف المنطقة جيداً، بما في ذلك موقع المراقبة الذي قتل فيه الجنديين الإسرائيليين، بحكم عمله حارس حدود”.
وفي مستهلّ الاجتماع الأسبوعي لحكومته، الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “الحادث خطير وغير عادي، وسيتم التحقيق فيه بدقة”، وفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وبحسب “مدى مصر” فإن مصر وافقت على السماح لفريق محققين إسرائيلي بالعمل داخل حدودها، منذ مساء اﻷحد، في إطار التحقيق المشترك الذي اتفق البلدان على إجرائه في إطار الالتزامات الأمنية المتبادلة.
وترتبط مصر وإسرائيل بمعاهدة سلام منذ عام 1979، ولا تزال تل أبيب تحتل أراضي في كل من فلسطين وسوريا ولبنان، منذ حرب 5 يونيو/حزيران 1967.
واقتصر التطبيع بين مصر وإسرائيل على المستوى السياسي، في حين ما زال الرفض الشعبي المصري للاحتلال حاضراً وبقوة.
النهاية