شفقنا-دائما ما تؤكد الصين على سيادتها على تايوان وتعتبرها مقاطعة منفصلة تسيطر عليها بكين في نهاية المطاف بموجب مبدأ «بلد واحد، نظامان مختلفان». كانت التوترات بين تايوان وبكين مرتفعة دائما، لكن التزام الرئيس الصيني شي جين بينج الواضح بوضع الجزيرة تحت سيطرة الصين دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن الصراع العسكري أصبح الآن أكثر احتمالا من أي وقت مضى.
ومع تصاعد التوترات عبر المضيق، أقامت تايوان علاقات أوثق مع الولايات المتحدة.
تنتج تايوان معظم رقائق الكمبيوتر الأكثر تقدما في العالم، كما أنها تقع على طول سلسلة من الجزر التي تضم عددا من المناطق الحليفة للولايات المتحدة والتي تعتبر حيوية للسياسة الخارجية الأمريكية. وتنتج تايوان 92% من رقائق أشباه الموصلات المتقدمة في العالم.
وبموجب قانون العلاقات مع تايوان، الذي أقره الكونجرس الأمريكي في عام 1979، تلتزم الولايات المتحدة بتوفير الأسلحة لتايوان. لكن القانون لا يذكر ما إذا كانت الولايات المتحدة ستلتزم بالدفاع عن الجزيرة عسكريا إذا تعرضت لهجوم، أم لا.
سياسة “الغموض الاستراتيجي”
ولطالما استخدمت الولايات المتحدة سياسة “الغموض الاستراتيجي” فيما يتعلق بتايوان، رافضة أن تحدد بوضوح كيف سترد واشنطن على أي هجوم صيني على الجزيرة.
وفي عام 1979، أقامت الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية رسمية مع جمهورية الصين الشعبية. وفي الوقت نفسه، قطعت علاقاتها الدبلوماسية وألغت معاهدة الدفاع المشترك مع جمهورية الصين الشعبية.
لكن الولايات المتحدة حافظت على علاقات غير رسمية قوية مع الجزيرة، وتواصل بيع معدات دفاعية للجيش التايواني. وطلبت بكين مرارا وتكرارا من واشنطن وقف مبيعات الأسلحة إلى تايبيه الصينية وقطع العلاقات معها.
وفي عهد دونالد ترامب، عمّقت الولايات المتحدة علاقاتها مع تايوان رغم اعتراضات الصين، بما في ذلك عن طريق بيع أسلحة بقيمة أكثر من 18 مليار دولار للجيش والكشف عن حزمة بقيمة 250 مليون دولار لإنشاء سفارتها الفعلية في تايبيه. كان جو بايدن أول رئيس للولايات المتحدة يدعو ممثلي تايوان للمشاركة في حفل التنصيب.
دعم الحزبين
تمتعت تايوان بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس على مر السنين، حيث اقترح وصادق المشرعون على تشريعات لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان، وتعزيز دفاعات الجزيرة، وتشجيع مشاركتها في المنظمات الدولية.
يتضمن أحدث التشريع المقترح، قانون سياسة تايوان لعام 2022، الذي ينطوي على تصنيف تايوان كحليف رئيسي لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن إدارة جو بايدن وافقت على إرسال حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 80 مليون دولار في إطار برنامج يسمى “تمويل الجيوش الأجنبية”.
ومن بين المخاوف الرئيسية التي تشغل بال المحللين الأمريكيين تبرز القدرات العسكرية المتنامية للصين وقوتها العدوانية، فضلا عن التوترات التي يشهدها المضيق، وقد تؤدي إلى المزيد من إشعال الصراع بين الصين وتايوان.
مثل هذا الصراع يمكن أن يؤدي إلى مواجهة بين الولايات المتحدة والصين. وذلك لأن الصين لم تستبعد استخدام القوة لتحقيق “إعادة توحيد” تايوان، ولم تستبعد الولايات المتحدة الدفاع عن تايوان في حالة وقوع هجوم صيني.
وأعاد الغزو الروسي لأوكرانيا في أوائل عام 2022 إثارة الجدل من جديد، حيث يرى بعض المحللين أن تصرفات موسكو قد تدفع بكين إلى شن هجوم مماثل على تايوان، بينما يعتقد آخرون أن بكين يمكن أن تكون أكثر حذرة بعد رؤية التحديات الروسية.
حرب روسيا الفوضوية
ويعتقد الخبراء أن الصين تتعلم من حرب روسيا الفوضوية في أوكرانيا لتحسين استراتيجياتها القتالية والاستعداد لعقوبات اقتصادية إذا هاجمت بكين تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي.
هناك وجهة نظر متداولة مفادها أن الدرس الأول الذي تتعلمه بكين من إخفاقات روسيا هو الحاجة إلى تعزيز رادعها النووي. والحجة هي أن الترسانة النووية الروسية وخطر التصعيد من شأنهما ردع أي تدخل مباشر محتمل من جانب حلف شمال الأطلسي وإبطاء المساعدات إلى كييف.
ولذلك، هناك حجة أخرى تعزز هذا الرأي وهي تعزيز الترسانة النووية الصينية في الآونة الأخيرة. ومع ذلك، فإن النجاحات التي حققها الأوكرانيون ضد الغزو مهمة جدا بالنسبة لتايوان. باختصار: إنهم يمنحون الشعب التايواني الإرادة للقتال والأمل في الفوز. وأخيرا جعلهم مصممين على خوض حرب واسعة النطاق.
ومع ذلك، وبسبب التدخلات المتكررة للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للصين، قد ينشب صراع عسكري مباشر بين الولايات المتحدة والصين. غير انه ووفقا لبعض الخبراء، ونظرا لارتفاع تكاليف الحرب، فإن احتمال نشوب صراع عسكري ضئيل.
هذا وتحاول واشنطن الحد من قوة الصين قدر الإمكان وعدم السماح لها بالتوغل أكثر في تايوان. وبنفس السياسة المحددة سلفا، تحاول أمريكا تعطيل موقف الهيمنة الصينية من خلال بدء الحرب. وهذا ما فعلته عند بدء الحرب الأوكرانية الروسية.
المصدر: ديبلماسي إيراني
————————
المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع
————————–
النهایة