شفقنا – تسعى طالبان منذ أن أعادت سيطرتها على أفغانستان في آب/أغسطس 2021، لاستعادة أو توسيع علاقاتها الدبلوماسية مع بلدان المنطقة والعالم. وقال وزير خارجية مجموعة طالبان بالإنابة أمير خان متقي في مقابلة أجراها حديثا مع شبكة “بي بي سي” أن مجموعته تقيم علاقات دبلوماسية مع 40 دولة في العالم.
وقدم سفير طالبان لدى الإمارات العربية المتحدة، خلال الأيام الأخيرة أوراق اعتماده رسميا لوزارة الخارجية الإماراتية. وتعد الإمارات العربية المتحدة بعد الصين، ثاني دولة تعتمد رسميا سفير طالبان لديها. ويأتي ذلك بينما لم تعترف أي دولة أخرى في العالم رسميا بطالبان.
ويرى الخبير المختص بالشأن الأفغاني باقر محسني أن اعتماد سفير طالبان لدى الإمارات العربية المتحدة، لا يعني إضفاء الطابع الرسمي على نظام طالبان، بل أن التنافس المحتدم بين الإمارات وقطر، دفع بالإمارات لإيجاد موطئ قدم ونفوذ لها لدى طالبان.
وقال محسني في حوار مع مراسل شفقنا في هذا الخصوص: إن الإمارات العربية المتحدة تسعى في تنافس جاد مع قطر، للنفوذ لدى طالبان، ونظرا إلى الهيكلية المتصلبة المزدوجة لطالبان، فان هذه المحاولات تزداد وتيرتها يوما بعد آخر. لكن فيما يتعلق الأمر بالاعتراف الرسمي والقانوني بطالبان، فان شيئا جديدا لن يحدث، غير أن العلاقات الفعلية للدول مع طالبان، ستكون قائمة لفهم الوضع وتعقب التعقيدات الأمنية.
وأضاف أن الدول التي توجد لديها علاقات جادة وتعاونا مع طالبان فعليا، تركز في مواقفها الرسمية على تشكيل حكومة شاملة ذات قاعدة عريضة في أفغانستان، وبقي موقفها هذا ثابتا منذ بداية التطورات في أفغانستان.
وتابع: إن ذلك يحصل بينما لم تستجب طالبان لحد الان لمطالب الأسرة الدولية بتشكيل حكومة شاملة في افغانستان، وتزعم أن الحكومة الحالية، هي حكومة شاملة وذات قاعدة عريضة. إن هذه المجموعة ومن خلال وضع قوانين جديدة، فرضت مزيدا من القيود على المواطنين الأفغان لا سيما المرأة. وهو الموضوع الذي يبدو أنه يعرقل مسار اعتراف الأسرة الدولية بطالبان.
ويذهب هذا الخبير بالشأن الأفغاني إلى أن مستقبل التعاطي مع طالبان يتوقف على سلوك هذه المجموعة.
ويضيف محسني إن مستقبل طالبان رهن بسلوكها وتعاملها مع الشعب الأفغاني وكذلك تلبية الحقوق الأساسية للشعب لا سيما حقوق المرأة.
ويتابع أن تصور طالبان حول تعاطيها مع بعض الدول الكبرى، هو تصور لا يتسم بالواقعية. إن طالبان تظن أنها وفي ظل تصلبها وتعنتها الذي تتبعه، سيدفع بالقوى الدولية لقبول الهيكلية التي تعتمدها طالبان، ولهذا السبب، ترى أنها غير مضطرة لتشكيل حكومة شاملة وذات قاعدة جماهيرية في أفغانستان.
وخلص محسني في حديثه مع شفقنا إلى القول أنه مع تراجع الاهتمامات والانشغالات الأمنية للقوى الكبرى في الشرق الأوسط وشرق أوروبا، فانها ستركز المزيد من الاهتمام على أفغانستان. ومن ناحية أخرى، فان دول العالم ومن أجل الحفاظ على مصداقيتها واعتبارها السياسيين، لن تقدم في هكذا ظروف على الاعتراف رسميا بطالبان.
انتهى