تثيرالحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على الضفة الغربية، مخاوف عالمية من تكرارمأساة غزة، حيث بحث الصحفيون والخبراء أسباب التصعيد الإسرائيلي إلى جانب ما سيؤول إليه هذا التصعيد في المستقبل في الصحف العربية.
ففي التقريرالتي نشرته صحيفة إندبندنت العربية، والتي حمل عنوان “ماذا وراء التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية الآن”، رأى الباحث الفلسطيني “هشام دبسي” أن التصعيد الذي نشهده الآن في الضفة الغربية يرتبط بصورة وثيقة بمحاولة حكومة إسرائيل الإفلات من الضغط الدولي لإنتاج هدنة أو وقف إطلاق النار في غزة، مضيفا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى أيضا إلى توسيع رقعة الاشتباك العسكري ليشمل كل عناصر ومقومات الحالة الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث لا يقتصر الأمر على حركة حماس أو الجهاد الإسلامي، وهو يريد بهذا استدراج المجتمع الفلسطيني لاشتباك مفتوح على غرار ما حصل في انتفاضة الأقصى، وأسفر عن تدمير البنى التحتية في الضفة الغربية وعن تغيير عميق في مجرى السياسات الإسرائيلية باتجاه مزيد من التهويد ومصادرة الأراضي والتضييق على الفلسطينيين في الضفة.
بينما يتنبأ الدبسي، بأن الإسرائييليين سيعجزون عن تحقيق مخططهم ما دام المجتمع الفلسطيني متماسكا في الضفة الغربية وقادرا على الصمود في أرضه، وهو لديه تجربة في الماضي خصوصاً في انتفاضة الأقصى وما حصل خلالها.
كما تصدر صحيفة القدس العربي، عنوان “إسرائيل تنقل سيناريو غزة إلى الضفة”، جاء فيه، أن رغم الفوارق الكبيرة في الظروف السياسية والعسكرية والأمنية بين قطاع غزة والضفة الغربية فلا يصعب على الملاحظ ألا يرى وقائع تشابه متزايدة بين هذه العملية وما يحصل في غزة، من استخدام آلاف الجنود، ومن ضمنهم لواء كفير و4 كتائب من حرس الحدود ووحدات من الهندسة العسكرية اقتحام المخيمات، إلى محاصرة المستشفيات، إلى تجريف الطرقات وتدمير البنية التحتية، إلى تنفيذ الاعتقالات، وإسقاط عدد كبير من الشهداء والجرحى.
وعلى المستوى الحدثي يذّكرالتقرير، بارتباط ما يحصل في الضفة بالتعثر في إنجازنصرناجزعلى حركة حماس والمقاومة في القطاع، رغم الترويع الهائل الذي جرى هناك، بحيث تحول ما يحصل إلى حرب من أجل الحرب نفسها، حفاظا على الواقع الحرج لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي كان مهددا قبل حرب غزة بالمحاكمة، وللحفاظ على الائتلاف الحكومي الذي يحكمه متطرّفون فاشيو المنزع والأساليب.
أيضا يربط التقرير، العملية بالوضع الإقليمي الملتهب، وخصوصا بعد جولة المبارزة بين صواريخ ومسيرات حزب الله اللبناني، والضربة الاستباقية التي أعلنت عنها إسرائيل ضده، وبذلك تصبح آلة القتل الإسرائيلية المتفرقة على عدة جبهات أكثر قابلية لتنفيذ ما يخططه وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، وشريكه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، من أجندات إرهابية في الضفة الغربية.
وكان مقال الصحافي والباحث اللبناني “إياد أبوشقراء” بعنوان ” نتنياهويريد تهجيرالضفة الغربية… فماذا نحن فاعلون” والتي نشرته صحيفة الشرق الأوسط، صدى واسعا على المنصات الرقيمة، حيث أكد خلاله أن نتنياهو يصعد كي يضرب أكثرمن عصفوربحجرواحد، فهو أولا ينفذ المشروع التوسعي التوراتي متذرعا بحاجته لغلاة المتطرفين في حكومته، وثانيا يسعى لاستدراج طهران إلى معركة إما تخسرها ميدانيا أو تقضي على صديقتها سياسيا . وثالثا يورط الديمقراطيين في حرب إقليمية ضد إيران يعتقدون أنها تخالف الكمزاج الشعبي الأميريكي فيعززن ومن ثم فرص فوزدونالد ترمب.
وأكمل إياد أبوشقرا أن آلة الحرب الإسرائيلية تستعجل فرض سياسة الأمرالواقع على الضفة الغربية، بعد تدميرها غزة وتهجيرأهلها، ولعلها تراهن على انتصارجمهوري في نوفمبر(تشرين الثاني) يطلق يدها نهائيا. أما في الجانب الفلسطيني فلا يظهرأن التجارب المرة وآخرها تجربة غزة المأساوية دفعت إلى حسابات أكثرعقلانية وواقعية. في مقدمتها الحاجة إلى توحيد المواقف ووقف المجازفات القائمة على فرضيات خاطئة.
وفي صحيفة العربي الجديد، علق الكاتب “بشيربكر” في مقاله “حرب إعادة احتلال الضفة الغربية”، أن الهجوم العسكري الإسرائيلي الجاري على جنين وطولكرم وطوباس، منذ الأربعاء الماضي، يأتي كي يستكمل حرب إعادة احتلال الضفة الغربية، التي بدأتها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل هجمات السابع من أكتوبر (2023). وتجمع التقديرات على اعتبار الحملة الواسعة في شمال الضفة أسوأ من عملية السور الواقي عام 2002، باستخدام قوات عسكرية كبيرة، يرافقها قصف جوي من المسيرات والطيرانِ الحربي، وتشمل، في مرحلة أولى، تصفياتٍ جسدية واعتقالات، وتدميرا ممنهجا للبنية التحتية، بغرض التقويض التدريجي لأساس الكيان الفلسطيني المستقبلي، بموازاة تكثيف وتوسيع الاستيطان، وإجبار السكان على الهجرة.
ويعتقد السياسي الأردني “محمد حسين المؤمني” في صحيفة الغد، في مقاله “تصعيد إسرائيلي في الضفة”، أن الحكومة الإسرائيلية بهذه الأفعال توسع الحرب للضفة، وترسل رسالة مفادها بأن عقلية الانتقام مستمرة لا تتوقف، وأنها تهتم بأصوات التشدد الإسرائيلي من مستوطنين وغيرهم، أكثرما تهتم بالاستقرارالذي يأتي بجله من العلاقة الطيبة مع الجيران وعلى رأسها الأردن.
مضيا بالقول، أن توقيت ما يحدث من قبل إسرائيل خطيرومريب، حيث تحاول التأجيج لا التهدئة وهذا تعارض مباشرمع مايريد الأردن، ونتيناهو ووزراؤه يستغلون لحظة الانشغال الأميركي بالانتخابات، حيث لا مصلحة لأحد بافتعال معارك سياسية مع إسرائيل قد يكون لها تكلفتها على الانتخابات في أميركا.
النهایة