شفقنا – قام وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية عباس عراقجي يوم الأحد بزيارة إلى أفغانستان على رأس وفد رفيع وهي أول زيارة لوزير خارجية ايراني إلى أفغاانستان بعد سيطرة طالبان مجددا على البلاد.
وقد التقى عراقجي خلال الزيارة، كلا من رئيس وزراء طالبان الملا محمد حسن أخوند ووزير خارجية طالبان بالإنابة أمير خان متقي ووزير الدفاع بالإنابة الملا محمد يعقوب.
وذكرت بيانات صادرة عن سلطات طالبان أن الحوار دار خلال اللقاءات حول سبل توسيع العلاقات السياسة والاقتصادية وتواجد المهاجرين الأفغان في ايران والحصة المائية لايران من نهر هلمند الذي ينبع من الأراضي الأفغانية ويجري في ايران. ويقع هلمند جنوب غربي أفغانستان وشرقي إيران. ويعبر عدة محافظات أفغانية ويصل إلى محافظة سيستان وبلوجستان الايرانية.
وإضافة إلى ذلك، شارك وزير الخارجية الايراني والوفد المرافق له في مأدبة عشاء أقيمت له في القصر الرئاسي الأفغاني.
وحسبما جرت العادة خلال زياراته الإقليمية الأخيرة، حضر عراقجي ومرافقوه إلى مطعم في كابل يرافقهم عدد من مسؤولي طالبان.
دعوة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية
ودعا رئيس وزراء طالبان الملا محمد حسن أخوند، خلال لقائه وزير خارجية ايران، إلى “تعزيز وتوسيع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين البلدين المسلمين والشقيقين.”
كما دعا أخوند إلى زيادة تبادل الوفود الدبلوماسية بين البلدين وقال “إن العيش في أجواء يسودها التفاهم والأخوة وتوسيع العلاقات بين البلدين الشقيقين، يسهم في ترسيخ العلاقات وتحقيق الرفاهية لشعبيهما.”
أما وزير خارجية طالبان بالإنابة أمير خان متقي، فقد أعرب خلال لقائه عراقجي عن أمله أن تعطي زيارته لكابل، دفعا أكبر للعلاقات بين البلدين وتدخلها مرحلة جديدة.
وأشار إلى أوجه الاشتراك الكثيرة لا سيما المصالح المتبادلة ليدعو إلى رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي خلال اللقاء، أن أفغانستان وايران، بلدان تربطهما علاقات تاريخية ودينية واقتصادية وقال أن الأمن والاستقرار في ايران، مرتبط بالأمن والاستقرار في ايران.
وأضاف عراقجي أن ايران تدعو إلى المزيد من التعاون مع أفغانستان مؤكدا أنها لا تتدخل في شؤون أفغانستان الداخلية.
وأفاد بيان صادر عن وزارة خارجية طالبان أن الوزير عراقجي أبلغ وزير خارجية طالبان بالإنابة أن زيارته لكابل “تشكل بداية لمسار جديد في العلاقات بين البلدين وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.”
الحصة المائية الايرانية ومسألة المهاجرين
وتطرق مسؤولو طالبان خلال لقاءاتهم مع وزير الخارجية الايراني إلى الحصة المائية الايرانية من نهر هلمند وكذلك وضع المهاجرين الأفغان الذين يعيشون في ايران.
وقال رئيس وزراء طالبان، خلال لقائه عراقجي أن طالبان تسعى لإيجاد تسوية للمشكلات مع ايران عن طريق التفاهم.
وأضاف أن طالبان لا تنوي فيما يخص التدفقات المائية، الإضرار بايران وهي تتعاطى مع هذا الموضوع بحسن نية.
ودعا إلى التعامل مع المهاجرين الأفغان في ايران وفقا للمبادئ الاسلامية والأخوة وقال أن من غير الممكن عودتهم إلى بلادهم في الأمد القصير ويجب أن يتم ذلك بصورة تدريجية.
أما قال وزير خارجية طالبان خلال لقائه عراقجي أن التغيرات المناخية أدت إلى الجفاف في المنطقة وأن أفغانستان كانت ضحيته.
وأضاف: إننا ننظر إلى أهالي هلمند ونيمروز بأفغانستان وسيستان وبلوجستان الايرانية بنظرة واحدة ونسعى لتوصيل إمدادات المياه لكلا الطرفين.
وقال متقي أن عودة المهاجرين الافغان إلى بلادهم، هي أولوية لطالبان، غير أن هذا الأمر بحاجة إلى الوقت، مشيرا إلى أن جماعته تدعو الى التعاون مع الدول الجارة لا سيما ايران.
وحسب بيان طالبان، قال وزير الخارجية الايراني خلال لقاءاته مسؤولي طالبان أن ايران ملتزمة بإعادة المهاجرين الأفغان غير الشرعيين حسب الأصول.
وأشار إلى مسألة الحصة المائية الايرانية من نهر هلمند قائلا أن المياه يجب أن تتحول إلى موضوع للتعاون، وعلى الطرفين أن يجريان تعاونا فنيا في هذا المجال.
ودعا إلى وضع اتفاقية عام 1973 بين ايران وأفغانستان حول نهر هلمند، موضع التنفيذ.
ردود الأفعال
ويعد عباس عراقجي، أرفع مسؤول ايراني يزور أفغانستان بعد أن أعادت جماعة طالبان السيطرة عليها عام 2021. وكان لهذه الزيارة ردود أفعال في أفغانستان.
فقد قال مساعد وزير اقتصاد طالبان عبد اللطيف نظري أن “أفغانستان وايران، بلدان جاران تربطهما أوجه اشتراك تاريخية وحضارية كبيرة. إن التعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، يمكن أن يكفل مصالح الشعبين.”
وتابع أن “الإمارة الاسلامية وفي ضوء سياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للاخرين، حريصة على توسيع التعاون مع الدول الجارة بما فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية في المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقة والاتصالات والنقل لا سيما السكك الحديدية.”
كما قال ذاكر جلالي وهو من كبار مسؤولي وزارة خارجية طالبان أن “أفغانستان وايران، هما بلدان جاران، لديهما مشتركات كبيرة.”
وأضاف “إن زيارة وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية، تمثل فرصة سانحة لإجراء الحوار بشأن المصالح والقضايا الثنائية.”
وأوضح أنه إلى جانب القضايا السياسية والأمنية، فان القضايا الاقتصادية تشكل جانبا لافتا لهذه الزيارة، لان البلدين، شريكان جيدان في مجال الاقتصاد والتجارة والترانزيت.
ومع ذلك، فقد حذر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومواطنون أفغان، الجمهورية الاسلامية الايرانية من التقارب مع طالبان.
وأشار المواطنون الأفغان إلى الدعم الباكستاني الطويل لطالبان والعلاقات المتوترة الحالية بينهما، محذرين من أن طالبان أظهرت أنها لا تتقيد بأي مبدأ، ويجب تفضيل العلاقات التارخيية بين الشعبين الافغاني والايراني على العلاقات مع هذه الجماعة.
انتهى