شفقنا – في أعقاب تجميد المساعدات المالية الأمريكية لأفغانستان، توقفت أنشطة عشرات المؤسسات الإغاثية الدولية فيها، وتزايدت المخاوف من الوضع الانساني من حيث تفاقم الجوع وانتشار سوء التغذية في البلاد.
وأعلنت وزارة اقتصاد طالبان أن 50 مؤسسة تعمل في مجال الإغاثة أوقفت نشاطها في أفغانستان.
وتعمل هذه المؤسسات بدعم مالي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في قطاعات الصحة وإزالة الألغام والتعليم وسائر الأنشطة الإنسانية.
وكانت هذه المؤسسات تنشط في قطاعات مختلفة في أفغانستان وتقدم المساعدة للأشخاص المحتاجين في المجالات المختلفة.
وتوقفت أنشطة هذه المؤسسات بعد أن قرر الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب تجميد المساعدات المالية لمعظم دول العالم بما فيها أفغانستان لمدة 90 يوما.
وعلى الرغم من أن رويترز أفادت أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمر باستثناء “مساعدات الإنقاذ” و “المساعدات الغذائية”، لكنه من غير الواضح ما إذا كان ذلك ينسحب على أفغانستان أم لا.
استفحال الجوع
وحذر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة من تداعيات خفض أو قطع المساعدات الإنسانية عن أفغانستان وقال أن هكذا سياسة تؤدي في الشتاء الجاري إلى تفشي الجوع بين الملايين من الناس.
وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان هسياو وي لي أن الكثير من الناس في أفغانستان يعيشون في الوقت الحاضر على “الخبر والشاي”.
وأضاف أن انخفاض الموازنة أدى إلى عدم وصول المساعدات الغذائية في الشتاء القارس للعام الجاري إلى النصف من الـ 15 مليون من سكان أفغانستان ممن هم بحاجة إلى الغذاء بسبب الفقر المدقع.
وحذر رئيس برنامج الغذاء العالمي في أفغانستان من “أن ذلك يعني أن أكثر من 6 ملايين إنسان يتناولون على الأرجح وجبة أو وجبتين طعام يوميا، وهذه الوجبات تشمل الخبر والشاي فقط. والمؤسف أن هذه هي تلك الظروف التي يمر بها الكثير من الأشخاص الذين حرموا من المساعدات.”
وتابع: “إن نسبة الاحتياجات في أفغانستان مرتفعة للغاية. آمل أن يأخذ أي قرار وأي إجراء يُتخذ، بنظر الاعتبار احتياجات الناس (النساء والأطفال). إن برنامج الغذاء العالمي يسعى للإعلان للمتبرعين المتخوفين من القيود العديدة الموضوعة ضد النساء، أنه ما يزال يقدم المساعدة للنساء والأطفال.”
وتفيد إحصاءات الأمم المتحدة أن 22.9 مليون نسمة في أفغانستان هم في العام الجاري بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وأن ما لا يقل عن 15 مليون نسمة، لا يدرون من أي يوفرون وجبة طعامهم التالية.
وحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن قطع أو خفض المساعدات الانسانية عن أفغانستان، سيساهم في تفاقم الجوع ويعرض حياة الملايين من الأفغان للخطر.
زيادة نسبة الإصابة بسوء التغذية
وتزامنا مع تجميد المساعدات المالية الأمريكية، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة من تزايد نسبة الإصابة بسوء التغذية في أفغانستان.
وقال المكتب أن عدد الأطفال دون سن الخامسة ممن سيتعرضون لسوء التغذية في العام الجاري في افغانستان سيرتفع إلى 3.5 مليون نسمة.
وأضاف أن 3 ملايين طفل أفغاني كانوا خلال السنوات الخمس الماضية، يعانون من سوء التغذية الحاد.
وطالب باستمرار تدفق المساعدات وقال أن المساعدات الإنسانية تساعد على أن يتلقى الأطفال، غذاء مستداما ويحتوي على المواد المغذية.
وفي وقت سابق، كانت المنظمة الدولية قد أعلنت أن أكثر من 12 مليون طفل وأم مُرضعة مصابون بسوء التغذية في أفغانستان.
وأسفر توسع رقعة الفقر والبطالة في أفغانستان بعد سيطرة طالبان عليها، إلى زيادة نسبة إصابة الأطفال والنساء المُرضعات بسوء التغذية.
وفي الوقت ذاته، فان الأشخاص المصابين بسوء التغذية لا يحصلون على الرعاية الصحية والطبية اللازمة، إذ أن عشرات الأشخاص فقدوا حياتهم على إثر قطع المساعدات والرعاية الصحية.
انتهى