السبت, فبراير 15, 2025

آخر الأخبار

إكسيوس: ترامب فاجأ أوروبا وخنقها في ثلاثة أيام

شفقنا - ذکر موقع "أكسيوس" الأمريكي مقالاً مطولاً خلص...

لبنان يؤكد استمرار الجهود لنقل اللبنانيين من وإلى طهران

شفقنا - أكدت وزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية استمرار...

الأونروا: 40 ألف فلسطيني أجبروا على مغادرة منازلهم في الضفة الغربية

شفقنا - أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين...

فؤاد حسين يعلن تسلم بلاده مجموعة من الإرهابيين المحتجزين في سوريا

شفقنا - أعلن وزير الخارجية العراقي/ فؤاد حسين عن...

سانا: سوريا تعلن القبض على أبو الحارث العراقي القيادي في تنظيم داعش

شفقنا - قال مصدر في جهاز الاستخبارات السوري لـ...

نواف سلام: سلامة مطار بيروت فوق كل اعتبار

شفقنا - أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام اليوم...

لبنان يعلن عن اعتقال 25 شخصا على خلفية الاعتداء على قوات اليونيفيل

شفقنا - أعلن وزير الداخلية اللبناني/ أحمد الحجار عن...

الميادين: اعتصام شعبي ينظّمه حزب الله على طريق المطار استنكاراً للتدخل الإسرائيلي

شفقنا - بدأ الاعتصام الذي دعا إليه “حزب الله”...

السلطات الأمريكية ترحل 119 مهاجرا هنديا غير شرعي

شفقنا - أعلنت السلطات الأمريكية عن ترحيل 119 مهاجرا...

حدیث الصور ؛ ثوران بركان جبل إتنا في إيطاليا

شفقنا - ثوران بركان جبل إتنا في إيطاليا مصدر :...

الأناضول: صحة غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48 ألفا و264 شهيدا

شفقنا - أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت،...

بالفیدیو و الصور ؛ أفرج عنهم ضمن الاتفاق.. 10 أسرى فلسطينيون يصلون رام الله

شفقنا - أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، السبت، عن 10...

بالفیدیو ؛ “سرايا القدس” تبث مشاهد لأسير إسرائيلي يصطاد السمك في غزة

شفقنا - نشرت “سرايا القدس”، الجناح المسلح لحركة الجهاد...

افتتاح بيت الراهبات في مدينة الموصل القديمة

شفقنا - افتتح بيت الراهبات ( بيت الصلاة) في...

طالبان تمنع بث المناقشات السياسية والاقتصادية

شفقنا - أفاد مركز الصحافة الأفغاني (AFJC) اليوم السبت...

كيف ستغير روبوتات ميتا مستقبل الذكاء الاصطناعي؟

شفقنا - في خطوة تعكس تطوراً جديداً في عالم...

إيران تستأنف الرحلات الجوية بين مشهد والنجف اعتبارا من الثلاثاء المقبل

شفقنا - من المقرر أن تستأنف شركة الخطوط الجوية...

ما هو تأثير التنويم المغناطيسي على الدماغ؟

شفقنا - أظهرت دراسات أجراها باحثون في جامعة "زيورخ"...

الخارجية الإيرانية: تلقينا رسائل من دمشق

شفقنا - علق الممثل الخاص لوزير الخارجية الإيراني للشأن...

مئات الحاخامات والشخصيات اليهودية بأمريكا تهاجم خطط ترامب لغزة

شفقنا - نشر إعلان في صحيفة "نيويورك تايمز" بعنوان...

دراسة تكشف .. اسباب النقرس ليست ما كنا نعتقد

شفقنا- النقرس غالباً ما يرتبط بالنظام الغذائي لكن الأبحاث...

العراقيون في المرتبة الثالثة بين أكثر الجنسيات شراءً للعقارات في تركيا

شفقنا - أعلنت هيئة الإحصاء التركية، يوم السبت، أن...

خطة ماسك للقطاع الحكومي في اميركا .. ذكاء اصطناعي بدل الموظفين

شفقنا- روبوت دردشة مدعوم بالذكاء الاصطناعي بدلا من الموظفين...

طالبان والحكم؛ فشل في مكافحة الفساد والإرهاب

شفقنا – زعمت جماعة طالبان منذ أن أعادت سيطرتها...

الرئيس اللبناني: منفذو هجوم اليونيفيل سينالون عقابهم

شفقنا - بعد إحراق مناصرين لحزب الله اللبناني، ليل...

أخلاقية الثورة عند الامام الحسين(ع)

شفقنا- لو تتبعنا مسيرة الإمام الحسين (ع) في نهضته العظيمة منذ خروجه من مدينه جده (ص) إلى استشهاده في كربلاء لوجدناها تفيض عطاءً وعظمة، فقد جسد في نهضته الروح النبوية والأخلاق المحمدية السمحاء والشمائل العلوية العظيمة، فكان الحسين عظيماً في كل حركاته وسكناته كما كان عظيماً في جميع أقواله وأفعاله.

نعم هكذا سار الحسين في ثورته المباركة مجسداً سيرة جده وأبيه بكل أبعادها الأخلاقية والتربوية فقد كان يسطر في كل خطوة من مسيره درساً يلهم الاجيال أروع المعاني السامية والأخلاق الكريمة، وكانت روحه العظيمة شعاع هدي تنبئ بالإنسانية العليا التي حملها (ع).

لقد اقترنت ثورة الحسين بالعطاء والنبل وقف الحسين في ذلك اليوم أمام الجموع ليعظهم وينبههم إلى ما هم مقدمون عليه من الأمر الشنيع غير أن النفوس التي أغرتها الدنيا ودناءتها أبت إلا طغياناً وكفراً، وبلغ من خسّة الشمر أن يتطاول على الحسين فأراد مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين (ع) وقال: أكره أن أبدأهم بقتال.

هذه كانت أخلاق رسول الله (ص) الذي كان كلما زاد أذى قريش له كان يقول: اللهم اهد قومي فأنهم لا يعلمون، وهي أخلاق أمير المؤمنين (ع) الذي لم يبدأ عدوه بالقتال في حروبه كلها بل كان يسعى إلى حقن الدماء وهداية الناس إلى جادة الحق.

لقد كان الأمويون يحتقرون الموالي ــ أي غير العرب ــ وقد نقلت مصادر التاريخ كثير من القصص التي كانوا يعاملون فيها الموالي معاملة بعيدة كل البعد عن الإنسانية ومفاهيم الإسلام التي أكدت على (أن أكرمكم عند الله أتقاكم).

وقد بلغت درجة الاحتقار والتعسف الذي يلاقيه الموالي من قبل الأمويين إلى الحد الذي كانوا يعتبرونهم كالحيوانات، فكانوا يرزحون تحت نير الاضطهاد والتنكيل والقتل والإذلال والامتهان في كل البلاد الخاضعة لحكم بني أمية في تلك الفترة.

يقول أحمد أمين عن الحكم الاموي: (الحق أن الحكم الأموي لم يكن حكماً إسلامياً يسوّى فيه بين الناس ويكافأ المحسن عربياً كان أو مولى ويعاقب المجرم عربياً كان أو مولى وإنما الحكم فيه عربي والحكام خدمة للعرب وكانت تسود العرب فيه النزعة الجاهلية لا النزعة الاسلامية).

في تلك الفترة التي يصفها أحمد أمين بأنها صبغت بالنزعة الجاهلية كانت كان لسيد الشهداء (ع) منهجه الذي حارب هذه العنصرية المقيتة والطبقية البغيضة فأعاد فيه نهج الرسول الاكرم (ص) الذي يقول: (الناس سواسية كأسنان المشط )،

وقوله (ص): (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى) ونهج أبيه أمير المؤمنين الذي يقول: (الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق). فتوّج سيد الشهداء (ع) ذلك النهج الخالد بكل أبعاده الإنسانية والأخلاقية،

من هذه المواقف موقفه الخالد الذي وقف فيه إلى جانب هذه الطبقة المسحوقة – الموالي – فقد ذكر أصحاب السير والتواريخ أنه لما صُرع أحد الموالي الذين قاتلوا إلى جنبه (ع) وهو واضح التركي مولى الحرث المذحجي استغاث بالحسين.

لقد كان هذا المولى ــ العبد ــ يجد في روح الحسين الكبيرة البلسم الشافي لجراحه والمخفف عن آلامه، ولبّى الحسين نداءه، فمشى اليه ولكنه (ع) لم يقف عند رأسه ويخاطبه ببضع كلمات فيجزّيه بها خيراً ويبشّره بالجنة التي وعدها الله إياه وأصحابه من الشهداء كما فعل (ع) مع أغلب الأصحاب.

بل أراد الإمام الحسين أن يعيد لهذا المولى الصالح انسانيته في الدنيا قبل أن يموت شهيداً، أراد أن يشعره بحريته بعد أن سلبها منه الأمويون، أراد ان يقول له إنه أطهر وأنقى وأسمى من هؤلاء الأجلاف الذين يتفاخرون بالأنساب وهم في الحضيض الأدنى من الخسة والوحشية.

فماذا فعل الحسين مع ذلك المولى ؟ لقد أنحنى (ع) عليه واعتنقه، فكان هذا الموقف درساً لكل الأنظمة العنصرية والعرقية التي تميز بين عرق وآخر، لقد وجد ذلك المولى في الحسين الأمل الذي يرفع عن الإنسان الظلم ويزيح ربقة العبودية عن كاهله، فتجده في آخر رمق من حياته تغمر قلبه الطمأنينة والحنان فتطفو على شفتيه ليخاطب نفسه:

من مثلي وأبن رسول الله (ص) واضعٌ خده على خدي ؟ وتفيض روحه الطاهرة الى بارئها راضية مرضية مطمئنة.

ويكرر الإمام الحسين هذا الموقف العظيم مع أسلم مولاه فيعتنقه وبه رمق فيشرق وجهه وتعلو فمه ابتسامة وتفارق روحه الطاهرة الدنيا وهو يعانق الحسين، وكأنه يقول له: شكرا لك يا سيدي يا أبا عبد الله لأنك علمتنا معنى الحياة الحرة الكريمة وهي بالموت معك، شكراً لك يا سيدي لأنك نبهتنا إلى أن الحياة مع الظالمين هي الموت لقد علم الامام الحسين أصحابه معنى الحرية والكرامة والاباء.

كما ألهم الأزمان معاني الحق والعدل والخير فتجسّد الإسلام كله وبكل أبعاده في مواقف الحسين الخالدة فمنهجه (ع) هو منهج القرآن والرسول وأمير المؤمنين .

وتتوالى المواقف العظيمة للإمام الحسين في ذلك اليوم لتشمل إنسانيته وعطفه ورحمته ورفقه الكائنات الحية من غير البشر.

إن الإنسان يمكن أن يرفق بالحيوان وهو في حالة الدعة والاستطاعة من غير أن يكون هذا الرفق أيثاراً على نفسه، ولكن في يوم عاشوراء وفي ذلك الظرف العصيب كان سيد الشهداء قد أخذ منه الظمأ مأخذه وقد أحاطت به الأعداء وهم يرمونه بالسهام ليصدوه عن الماء، ويشتد القتال ويشتد به العطش فيحمل من نحو الفرات وكان في هذه الناحية عمرو بن الحجاج الزبيدي على رأس أربعة ألاف فيكشفهم (ع) عن الماء وأقحم الفرس الماء فلما ولغ الفرس ليشرب قال الحسين (عليه السلام): (أنت عطشان وأنا عطشان فلا أشرب حتى تشرب … ) !!

ما أعظمك يا سيد الشهداء ؟ وما أروع مواقفك ؟ وما أجلّ ثورتك التي تعلمنا كل يوم درساً متجدداً ؟ فسلام على روحك العظيمة ، وسلام على نفسك الزكية ، وسلام على دمك الطاهر، وسلام على خلقك النبوي العظيم.

انتهى

مقالات ذات صلة