شفقنا – زعمت جماعة طالبان منذ أن أعادت سيطرتها على أفغانستان قبل ثلاث سنوات أنها كافحت الفساد على مختلف المستويات وقضت على المجموعات الإرهابية؛ بيد أن تقارير المنظمات الدولية تظهر أن أفغانستان غرقت أكثر في الفساد وما زال الإرهاب يشكل تهديدا جادا.
وتفيد أحدث تقارير منظمة الشفافية الدولية أن أفغانستان الخاضعة لحكم طالبان، أصبحت أكثر فسادا في عام 2024.
وتؤكد هذه المنظمة الدولية أن أفغانستان احرزت 17 نقطة من أصل 100 نقطة في مؤشر مُدرَكات الفساد، وتراجعت ثلاثة مراكز واحتلت المركز الـ 165 من بين 180 دولة في العالم.
وهذه، السنة الثانية على التوالي، حيث يزداد الفساد في أفغانستان التي تحكمها طالبان، إذ تعد أحد أفسد الدول في العالم.
وفي عام 2023، تراجعت أفغانستان 12 مركزا، وهوت من المركز 150 إلى 162 بين دول العالم.
الفساد يعشعش في الطبقات المختلفة
ورفضت طالبان، تقرير الشفافية الدولية حول زيادة نسبة الفساد الإداري والمالي في أفغانستان واعتبرته “غير صحيح”.
وقال مساعد المتحدث باسم طالبان حمد الله فطرت أن الفساد الإداري في أفغانستان وصل إلى الصفر بعد سيطرة هذه الجماعة على البلاد.
وأضاف أن طالبان، قضت على الفساد على المستويات الكبرى، لكن قد يكون شيئا من الفساد متفشيا في الطبقات السفلى والمستويات الدنيا لنظام الحكم.
واعتبر مساعد وزارة اقتصاد طالبان عبد اللطيف نظري، تقرير الشفافية الدولية بانه غير صحيح وقال أن أي نوع من الفساد الإداري والمالي، قد زال بعد مجيء طالبان إلى السلطة.
لكن التقارير والمعطيات التي تلقها مراسل شفقنا من مصادر محلية في القطاعات الإدارية المختلفة الخاضعة لسلطة طالبان تظهر أن الفساد الاداري لم يتراجع في نظام حكم طالبان فحسب، بل هو مستمر بصورة أكثر علنية ووضوحا.
وأفادت مصادر محلية أن سلطات الشرطة ومنتسبي الضرائب وموظفي دوائر العدل والقضاء لطالبان، ضالعون في الفساد الإداري على نطاق واسع.
ويضيف هؤلاء أن مسؤولي وموظفي دوائر طالبان، يطالبون بالرشوة لتسوية الدعاوى الحقوقية والجنائية والنزاعات، ويفصلون في هكذا دعاوى لصالح الذين يدفعون رشوة أكبر.
وفضلا عن ذلك، تقول مصادر محلية أن طالبان، تطالب بحصة من المشاريع المكشوفة والمساعدات الانسانية، وحتى أنها تجبر عمال هذه المشاريع في بعض المناطق بما فيها ولاية غور، على دفع جزء من رواتبهم لها.
إخفاق في مكافحة الإرهاب
وفضلا عن إخفاقها في مكافحة الفساد الإداري، فان جماعة طالبان، لم تحقق نجاحا أيضا في مكافحة الإرهاب.
وركزت هذه الجماعة خلال السنوات الثلاث الأخيرة جل اهتمامها على مكافحة داعش، غير أن داعش ما تزال تخترق الطبقات الأمنية لهذه الجماعة، والمؤشر البارز على ذلك، هجومها الدامي الذي نفذته قبل أيام في قندوز.
كما أن طالبان لم تستطع، الحد من اختراق تنظيم القاعدة وتحريك طالبان باكستان، لصفوفها.
وخلال الشهر الأخيرة، قُتل ما لا يقل عن خمسة مواطنين أفغان شاركوا في اشتباك بجانب قوات تحريك طالبان باكستان، ضد حرس الحدود الباكستاني. ومن بين هؤلاء، أحد أبناء مساعد والي طالبان في بادغيس، إذ أثار تسليم جثته إلى طالبان جدلا.
ونشرت الأمم المتحدة تقارير عديدة عن اختراق تنظيم القاعدة، لجماعة طالبان، وحتى أنها قالت أن عددا من كبار مسؤولي دوائر طالبان، هم من أعضاء القاعدة.
وتظهر هذه التقارير أن أفغانستان الخاضعة لحكم طالبان، تغرق يوما بعد آخر في وحل الفساد وتتحول إلى ملاذ آمن للإرهابيين والمجموعات الإرهابية.
إن تحول أفغانستان ثانية إلى معقل للإرهابيين ليس يعرض أمن البلاد واستقرارها للخطر فحسب، بل يتهدد أمن واستقرار دول الجوار والمنطقة أيضا.
انتهى