شفقنا – يمر شهر رمضان المبارك في هذا العام في أفغانستان بينما يواجه المواطنون الأفغان، مشاكل وتحديات واسعة ولا يدري الملايين منهم من أين سيحصلون على و جبتهم الغذائية التالية.
وأحد أهم التحديات والمشاكل التي يمر بها الأفغان في هذا الشهر الفضيل، هو ازدياد أسعار المواد الغذائية في مختلف أسواق البلاد.
ومع مضي بضعة أيام على بدء الشهر الفضيل في أفغانستان وازدياد ارتياد الناس، للأسواق لشراء مقتنياتهم واحتياجاتهم، يرى هؤلاء الناس أن أسعار الكثير من المواد والسلع الأساسية قد ارتفعت بشكل ملحوظ.
وقال سكان مدينة كابل والبائعون فيها لمراسل شفقنا أن أسعار بضائع من مثل لحوم الدجاج والزيوت والأرز والحبوب والخضار والباذنجان، قد ازدادت مقارنة بما كانت عليه قبل شهر رمضان المبارك.
وأبلغ بائع للمواد الغذائية في كابل، مراسل شفقنا أن سعر الكيلوغرام الواحد للحم الدجاج كان قبل رمضان، 210 أفغانيا، لكنه وصل اليوم إلى 260 أفغانيا.
وأضاف أن سعر الكيلو الواحد من الباذنجان والحبوب قد ارتفع ما بين 20 و 50 أفغانيا.
وأكد عدد آخر من البائعين هذه الأسعار وقالوا أن أسعار الحبوب والزيوت ارتفعت بنسبة 10 إلى 15 بالمائة.
إغلاق معبر تورخم الحدودي لليوم العاشر
وتمر عشرة أيام على إغلاق معبر تورخم بين أفغانستان وباكستان على خلفية الخلافات بين طالبان وباكستان حول صناعة التجهيزات في المنطقة الحدودية العازلة.
ويعد هذا المعبر، واحدا من أكثر المعابر الحدودية الأفغانية ترددا وتدخل عبره وتُصدر كميات ملحوظة من السلع بما فيها المواد الغذائية والفاكهة.
وترك إغلاق معبر تورخم والذي تزامن مع حلول شهر رمضان الكريم، أثرا مباشرا على أسواق أفغانستان وأدى إلى ارتفاع الأسعار.
وقال عدد من بائعي المواد الغذائية في كابل لمراسل شفقنا أن إغلاق معبر تروخم أسفر عن انخفاض كميات العديد من المواد الغذائية المستوردة وبالتالي زيادة أسعارها.
ولم تسفر المحادثات بين سلطات طالبان وباكستان لإعادة فتح هذا المعبر الحدودي عن نتيجة لحد الان.
وفضلا عن ذلك، اشتبكت قوات حدود الطرفين، ليلة أمس الأول ما تمخض الاشتباك عن وقوع قتلى وجرحى بينها.
وتؤدي هذه الاشتباكات بلا شك إلى تزايد التصعيد، لذلك لا يُتوقع أن يتم إعادة فتح معبر تورخم بهذه السرعة.
الفقر وانعدام القدرة الشرائية للناس
وارتفعت أسعار المواد الغذائية في أفغانستان بينما، انتشر الفقر والبطالة في البلاد على نطاق واسع بعد أن أعادت جماعة طالبان سيطرتها على أفغانستان، وبات العديد من الناس يفتقرون إلى القدرة لشراء المواد الأولية التي يحتاجونها.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) أن الملايين من الأفغان لا يدرون في شهر رمضان هذا العام، من أي يوفرون وجبة طعامهم التالية.
وأضاف ان 14.8 مليون نسمة في أفغانستان، يواجهون انعدام الأمن الغذائي 3.1 مليون نسمة منهم يعيشون بمستوى الوضع الطارئ لانعدام الأمن الغذائي.
وتابع أوتشا أنه رغم ذلك، فان 0.9 بالمائة فقط من الميزانية المطلوبة لتقديم المساعدة للمعوزين في أفغانستان قد توفرت، وهي تساوي نحو 9.9 مليون دولار من أصل 2.24 مليار دولار المطلوبة.
وإضافة إلى ذلكن فان تجميد المساعدات المالية الأمريكية تسبب كذلك بتراجع الميزانية اللازمة لتقديم المساعدات في أفغانستان بشكل كبير، ما دفع بعشرات مؤسسات الإغاثة إلى إيقاف أنشطتها.
إن غلاء المواد الغذائية وتراجع نسبة المساعدات الانسانية وتفشي الفقر والبطالة تحت سلطة طالبان، جعل الملايين من مواطني أفغانستان يواجهون مصيرا صعبا ومستقبلا مجهولا، المستقبل الذي لا تلوح في أفقه أي بارقة أمل ونقطة وضاءة على الأمد القصير.
انتهى