شفقنا – تسلمت السلطات اللبنانية، مساء الثلاثاء، 4 من مواطنيها اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال حربه الأخيرة على البلد العربي، على أن تتسلم المحتجز الخامس غدا الأربعاء.
وقالت الرئاسة اللبنانية، عبر منصة “إكس”، إن رئيس البلاد جوزاف عون تبلغ بـ”تسلّم لبنان أربعة أسرى لبنانيين كانت قد احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على أن يتم تسليم أسير خامس يوم غد”.
وأوضحت أن هذا التطور جاء “نتيجة المفاوضات التي أجرتها لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في الجنوب” بين لبنان وإسرائيل.
وهذه اللجنة تضم خمسة أطراف هي: لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب اللبناني (اليونيفيل).
وفي وقت سابق الثلاثاء، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسلمت من إسرائيل 5 معتقلين لبنانيين، ووصلوا إلى المستشفى اللبناني- الايطالي في صور جنوبي البلاد.
على الجانب الآخر، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إطلاق سراح هؤلاء اللبنانيين يمثل “بادرة حسن نية” تجاه الرئيس اللبناني الجديد (جرى انتخابه في 9 يناير/ كانون الثاني 2025).
وأضاف نتنياهو، في بيان لمكتبه: “عُقد اليوم اجتماع رباعي في الناقورة بلبنان، بمشاركة ممثلين عن الجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان، وتم الاتفاق على إنشاء 3 مجموعات عمل مشتركة (…) ستركز على عدة قضايا”.
وأوضح أن إحدى هذه القضايا “هو انسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط الخمس التي سيطر عليها في جنوب لبنان منذ وقف إطلاق النار مع “حزب الله”، كما ستتم مناقشة الحدود البرية الأصلية بين إسرائيل ولبنان قبل الحرب”.
نتنياهو تابع أن المفاوضات مع لبنان ستتطرق إلى إطلاق سراح اللبنانيين الذين تم اعتقالهم منذ بداية الحرب والمحتجزين في إسرائيل.
ولا تتوفر معلومة بشأن عدد المعتقلين اللبنانيين لدى إسرائيل.
وتطالب بيروت بإلزام إسرائيل بالانسحاب من 5 تلال لبنانية حدودية، وإطلاق سراح لبنانيين اختطفتهم خلال حربها الأخيرة على البلد العربي.
ففي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بدأت إسرائيل عدوانا على لبنان، تحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما خلّف 4 آلاف و115 قتيلا و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 ارتكبت إسرائيل أكثر من 1000 انتهاك له، ما أسفر عن 86 قتيلا و285 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية.
كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان، وفق رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.
وتزعم إسرائيل أن سبب بقاءها في التلال اللبنانية هو عدم قيام الجيش اللبناني بواجباته كاملة ضمن اتفاق وقف النار، وعدم قدرته على ضبط الأمن على طول “الخط الأزرق”.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
انتهی.