شفقنا- شقت حشود كبيرة من الحجاج طريقها بين مدن من الخيام المكيفة متجهة إلى الوقفة التالية من طوافهم المقدس في مدينة مكة السعودية، ثم وقعت الكارثة… حيث علقت الحشود في ممرات ضيقة الأمر الذي أثار حالة من الخوف و الذعر العام وأدى إلى تدافع الحشود وسحق بعضهم البعض مخلفة أكوام من الجثث البيضاء والأحذية و الكراسي على الإسفلت.
وتعد هذه الحادثة الأكثر مأساوية في تاريخ الحج في الربع قرن الأخير حيث بلغت حصيلة الضحايا 717 حاج من حول العالم وأكثر من 850 جريح.
وحادثة التدافع كانت آخر سلسلة من الأزمات التي ابتلي بها موسم الحج، فقبل أسبوعين فقط انهارت رافعة في باحات مسجد الحرام أدت إلى مقتل أكثر من 100 زائر واندلاع حرائق في فندق أدى إلى إصابة آخرين، تلك العثرات أحرجت النظام الملكي في السعودية الذي يعتبر نفسه الوصي العالمي على الإسلام الحنيف.
بعض المسؤولين السعوديين ألقوا اللوم على الضحايا أنفسهم، فقد قال وزير الصحة خالد الفالح في بيان له أن التدافع كان بسبب عدم التزام بعض الحجاج بالإرشادات التوجيهية الصادرة عن السلطات المسؤولة.
لكن شهود عيان كانوا متواجدين أثناء وقوع الحادثة قالوا أن قوات الأمن أغلقت المخارج بشكل مؤقت عن منطقة تعج بالحجاج مما تسبب في الازدحام الذي أدى إلى التدافع.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن موظف حكومي سعودي يدعى “خالد الصالح”، وهو أحد الذين هرعوا إلى الموقع عندما سماع صراخ الحجاج وصفارات الإنذار، قوله إنه وجد “أعداد هائلة من الناس على الأرض بين قتلى ومصابين. وأخبره الحجاج هناك أن مخارج المنطقة أغلقت لكي تمر سيارات شخصيات هامة.
وألقت إيران اللوم على سوء إدارة النظام السعودي لهذه المأساة. و قال رئيس منظمة الحج الإيراني سعيد أوحدي أن طريقين قرب موقع الحادث أغلقا “لأسباب مجهولة” الأمر الذي سبب بهذه الحادثة المأساوية، ودعا إلى مساءلة المسؤوليين السعوديين، ووفقاً لوكالات أنباء إيرانية فقد قضى 131 حاجاً إيرانياً في حادثة التدافع.
إن حادثة التدافع التي حصلت يوم الخميس ستجدد الانتقادات للسعودية بكونها تفتقد لمهارات الإدارة في حماية أحد اكبر الهجرات البشرية السنوية في العالم.
و في اتصال هاتفي لنيويورك تايمز مع عرفان العلاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة أبحاث التراث الإسلامي، من مكة المكرمة، أكد الأخير أن حادثة التدافع كانت نتيجة لسوء إدارة الحكومة وذلك نظرا لعدد من الكوارث الماضية.
بدوره، قال اللواء منصور تركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إن التدافع في مشعر منى نتج عن تعارض حركة سير الحجيج بأحد التقاطعات، مضيفا أن ارتفاع درجات الحرارة ساهم في سقوط ضحايا.
وشدد التركي على ضرورة انتظار نتائج التحقيق لمعرفة أسباب الحادث، مؤكدا أن السعودية لن تتوانى في معالجة أسباب حدوث تدافع منى، وأنه سيتم إعلان نتائج التحقيق فور صدورها.
فيما وصف الناجون كيف أنهم علقوا في كومة من الجثث وشعورهم عندما كان يدوس الآخرين على ظهورهم في محاولة للهروب، وقال حاج من مصر أنه كانت الناس ترتفع فوق بعضها البعض فقط لمجرد التنفس.
واتهمت عالمة الأنثروبولوجيا واﻷستاذة الزائرة في كلية لندن للاقتصاد مضاوي الرشيد، أعضاء العائلة المالكة بالربح من النهضة العمرانية، إذ أن التوسعات والتجديدات التي تتم تحت ذريعة خلق مساحة أكبر للحجاج المسلمين ولكن تلك العناوين الرئيسية للصحف ماهي إلا ستار للاستيلاء على الأراضي والأموال الطائلة من قبل الأمراء وغيرهم من السعوديين … وعلقت أنه لايوجد أي مساءلة.
وقالت الدكتورة مضاوي حفيدة آخر حاكم من أسرة الرشيد الحاكمة في حائل أن المسؤولين في المملكة تجنبوا المسؤولية جزئيا مستشهدين بالاعتقاد أن أي شخص يموت أثناء تأدية فريضة الحج يذهب إلى الجنة .
*عربي برس
انتهى