خاص شفقنا– عاش الإمام زين العابدين (ع) في مرحلة ما بعد الثورة الحسينية التي كانت لا تحتاج الأمور فيها إلى ثورة باعتبار أن ثورة الإمام الحسين “ع” أدت الغرض المطلوب، وإنما كان الأمر يحتاج إلى تفعيل أهداف تلك الثورة في النفوس وعلى رأسها إعادة تربية الناس من جديد على القيم الإسلامية ووصل ما انقطع بين الناس وبين الله عز وجل.
وفي ذكرى ولادة سيد الساجدين، لفت فضيلة الشيخ حسن نجدي في حديث خاص لوكالة “شفقنا”، الى ان الإمام قام بدوره على افضل ما يكون من خلال الصحيفة السجادية التي تضمنت أدعية غاية في الروعة والخشوع، وإعادة ربط ما انقطع بين الناس وبين الله، لذلك نلاحظ أنها تتنوع بشكل ملفت بحيث تشمل كل حالات الإنسان، ولا يمكن أن يكون هناك حالة يمكن أن تمر على الإنسان ولم يضع لها الإمام زين العابدين دعاء خاص، لافتا الى انه استطاع أن يعيد القيم الروحية المفقودة وأن يجعل الناس تتوجه من جديد نحو الله تعالى وبذلك أدت هذه الأدعية غرضها من خلال ما تضمنته من أعذب عبارات وأرق كلمات تجعل القلب يخشع والنفس تخضع، أمام الخالق”.
واضاف “لعل اعظم درس اراده الإمام ان يوجهه لنا من خلال هذه المزاوجة ما بين الفعل والقول انه ارد ان يقول ان الإسلام ليس قوالب جامدة او طقوس شكليه، انما هو فعل وعمل وتطبيق وترجمة على ارض الواقع، فترجم ما كان يحتويه ويستبطنه من ايمان وتقوى وخضوع على ارض الواقع من خلال مساعدته للفقراء والمساكين وتفقد شؤون المعوذين، ف كان في كل ليلة يطوف على عشرات البيوت ويضع لهم ما تيسر من طعام من دون ان يعرّفهم بنفسه فما عرفوا هويته الا بعد وفاته حتى قال اهل المدينة: ما فقدنا صدقة السر الا في موت علي ابن الحسين”.
وتابع “اذا عدنا لسير اهل البيت عليهم السلام واحاديثهم نجدها تدعو للترجمة العملية للإيمان، لذلك عند تعريفهم للإيمان يقولون انه ما وقر في القلب وصدقه العمل، فالايمان بلا عمل كشجرة بلا ثمر” .
ومن خلال الإمام زين العابدين، توجه الشيخ نجدي بجملة من النصائح اولها ان نحول اقوالنا الى عمل على ارض الواقع وعدم ترك مجال للمجتمعات الاخرى ان تسبقنا في هذا المجال،لان ديننا هو خير الاديان وعقيدتنا هي افضل العقائد، وان نكون خير مصداق للآية الكريمة “كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”، والمعروف هو الذي يعمل على تقدم المجتمعات والإسلام يقف في هذا المجال وقفة جبارة، والنهي عن المنكر هو كل ما يمكن ان يزعزع حياة الانسان من فقر وعوز وجور وعدم اعطاء كل ذي حق حقه، واذا اردنا فعلا أن نحي هذه المناسبات فإحياؤها الحقيقي يكون بتطبيق ما جاء عن الأئمة وان لا نكتفي فقط بالاقوال والخطب الرنانة”.
النهایة