شفقنا– تصادف في السادس من شهر رمضان ذكرى ولاية العهد للإمام علي الرضا (ع)، وهي عبارة عن وثيقة قام من خلالها الخليفة العباسي المأمون بإسناد الحكم من بعده إلى الإمام (ع)، بعد رفضه (ع) أن يتولى الخلافة مكانه.
وعن أسباب قبول الإمام الرضا (ع) بالولاية يشدد الشيخ حسين نجدي على أنه (ع) “لم يقبل بالولاية إلا بعد تهديده بالقتل والضغط والإكراه”، مشيرا إلى “تنبّهه (ع) لغاية المأمون بتوهيم الناس أن الإمام زهد في الدنيا حين كانت بعيدة عنه وليست تحت يده، لكنه تغير بعد توليه العهد”.
و لفت الشيخ نجدي إلى أن “الإمام اشترط على المأمون أن لا يأمر ولا يعين ولا يعزل، رافضا أن يكون شريكا له بالمعصية والمظالم وسفك الدماء…”.
وفي حديثه عن دوافع المأمون وأبعاده من هذه الخطوة، أشار إلى أن ” الثورات التي قامت في عهده كانت كلها تطالب بتولي الإمام الرضا (ع) للخلافة كونه الأكثر أهلية والأكثر كفاءة، مما أخاف المأمون وأرعبه”.
وأضاف أن “المأمون استطاع من خلال تولية العهد للإمام (ع) أن يسحب الذريعة والأسباب الموجبة للثورات، حيث هدأ الثوار بعد ظنهم أنهم وصلوا إلى مبتغاهم في إعادة الحق إلى أهله”.
أما عن كيفية التعامل اليوم مع حكام الجور والظلم، فاعتبر الشيخ نجدي أنه “على الإنسان أن يكون حكيما في هذا المجال” مشيرا إلى “حكمة الإمام الحسن (ع) في صلحه الذي مهد للثورة الحسينية، والذي لولاه لما حققت الثورة أهدافها”.
كما أضاف أن تاريخ الأئمة يدل أن هذه المسألة تارة تتطلب أن يكون الإنسان كربلائيا استشهاديا، كما فعل الإمام الحسين (ع)، الذي أحيا بثورته الأمة والإسلام، وتارة تتطلب سكوتاً إيجابيا كما فعل الأئمة بعد الحسين (ع)، الذين حاربوا الظلم بوسائل أخرى، مثل تثقيف الناس ووصلهم بالله وإعادتهم إلى الإسلام من جديد، وتعريفهم على الفارق بين الإسلام المحمدي وحكم الظلمة والجائرين”.